بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبي لارحمة وامام الهدى ابي القاسم المصطفى محمد واله مصابيح الدجى السلام على اخوة الأيمان في كل مكان، ها نحن واياكم في لقاء قرآني جديد وتفسير آيات اخرى من سورة يوسف عليه السلام
حيث وصلنا الى الآية التسعين من هذه السورة حيث يقول تعالى:
قَالُوا أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ ۖ قَالَ أَنَا يُوسُفُ وَهَـٰذَا أَخِي ۖ قَدْ مَنَّ اللَّـهُ عَلَيْنَا ۖ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّـهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾
في الحلقة الماضية من هذا البرنامج ذكرنا ان اخوة يوسف عليه السلام حينما اظهروا التذلل له لم يتحمل سيدنا يوسف ابقاء الأمر مخفياً انه عليه السلام عرّف نفسه نفسه لاخوته بشكل غير مباشر حينما سألهم عن أمر يوسف واخيه.
وهنا انتبه الأخوة وقالوا في انفسهم، كيف عرف العزيز امرنا مع احينا يوسف؟
على اي حال جالت الأفكار في خواطر الأخوة وقالوا لربما يكون عزيز مصر هو يوسف عليه السلام.
ويستفاد من هذه الآية ان اخوة يوسف عليه السلام قد ادركوا مدى الجاه الذي وصل اليه اخوحم الصديق سلام الله عليه.
اما يوسف فكان على يقين من ان ما وصل اليه كان بفضل الله تعالى وانه جلت اسماؤه قد جمع شمله باخوته ومن الطبيعي ان هذا النمط من التعامل وفيه سؤدد الخلق ورفعة الفضيلة قد اثار الخجل في نفوس الأخوة الذين لم يعاملوا اخاهم الصغير بالحسنى حسداً منهم له لكن من جانب آخر كان والسرور عايش نفوس الأخوة لقد تحركت العواطف والأحساسات وهي شئنا ام ابينا موجودة في النفس واخذ سيدنا يوسف عليه السلام يعانق اخوته الذين كانوا اساءوا اليه، انه مشهد جميل وربما هو اجمل ما يبقى في ذكريات النفس لقد اختلط الفرح والسرور مع الخجل ومازج الحبور الأشحياء على ان نقطة مهمة لابد من التنويه اليها هنا وهي ان القرآن الكريم اشار الى السر في هذه العناية الربانية
ذلك ان سيدنا يوسف عليه السلام وصل الى ما وصل بفضل صيانة نفسه عن المعاجي والآثام.
نعم ان من يصون نفسه امام الذنوب يرى من الله اجره في الدنيا ويلقى ثوابه في الآخرة والله لا يضيع اجر المحسنين.
وما يفيدنا هذا النص المبارك هو:
- ان الكثير من الحقائق تتضح بمرور الزمن وان ما يبقى على الدوام هو الحقيقة والحق لا السراب والباطل قل جاء الحق وزهق الباطل ان الباطل كان زهوقاً.
- ان من هو مؤهل لتسلم المسؤولية هو من يخرج من الأمتحان مرفوع الرأس فتثبت بذلك اهليته وجدارته، انه يصون النفس المام الشهوات ولا يدع الجزع يتخذ الى نفسه سبيلاً فالحياه فيها مر وفيها حلو من الوقائع والأحداث.
ويقول تعالى في الآيتين الحادية والتسعين والثانية والتسعين من سورة يوسف عليه السلام:
قَالُوا تَاللَّـهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّـهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾
قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّـهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾
بعد ان تعرف اخوة يوسف عليه السلام على اخيهم ندموا على ما فعلوا معه واعترفوا بخطاحم امام الصديق.
وقالوا انك افضل منا وان كنا لك من الحاسدين.
اما سيدنا يوسف عليه السلام فقد تعامل مع اخوته بالحسنى ولم يرد على الأساءة بمثلها.
لقد طيب خواطر اخوته واخبرحمم ان ما مضى مضى لشأنه أن ما صدر عنهم في الماضي من خطا او ذنب فان الله غفار الذنوب وهو ارحم الراحمين وهكذا هي سيرة الأنبياء عليهم السلام الصفح والعفو فهو اقرب للتقوى ويحدثنا التاريخ ان الرسول الأكرم (ص) لما دخل مكة فاتحاً اراد بعض المسلمين الأنتقام من اهل مكة لكنه (ص) عفى وسامح واعتبر ذلك اليوم يوم الرحمة وقال قولته المشهورة وكم فيها من دروس وعبر. نعم لقد قال في خطاب أهل مكة اذهبوا فأنتم الطلقاء وفي الأحاديث الشريفة الحث الكثير على العفو عند المقدرة شكراً لله على ما انعم وقد جسد هذا المعنى السامي امير المؤمنين والأئمة المعصومون من ولده الكرام.
واذا كان العبد يعفو فما بالك برب الأرباب كيف لا يعفو وهو ارحم الراحمين والآن الى الدروس والعبر فهي:
- ان التخطية على فصائل الآخرين حسداً لهم لا تدرم ذلك انه يأتي يوم يعترف الأنسان بتلك الفضائل وهو في موضع الذلة والهوان.
- ان الأعتراف بالخطا فضيلة وهو مدعاة للعفو الالهي
- لا يبقى بعد الأعتراف بالخطأ الا العفو واما اللوم والتقريح فلا طائل منحما.
- ان العفو عند المقدرة هو سيرة الأولياء والصالحين اللهم انا نسألك ان تعفو عن زلاتنا وتتجاوز عن خطايانا وتوفقنا لطاعتك وتجنبنا معصيئك انك الكريم الوهاب هكذا اخوة الأيمان انتهت بمن الله وتوفيقه حلقه اخرى من نهج الحياة
نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.