بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم الي هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 119 من سورة هود فلننصت اليها خاشعين.
إِلَّا مَن رَّحِمَ رَبُّكَ ۚ وَلِذَٰلِكَ خَلَقَهُمْ ۗ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ﴿١١٩﴾
أكدت الآيات السابقة أن الله لايجبرالناس علي الايمان به، بل إنه أعطاهم العقل من ناحية كي يفرقوا بين الحق والباطل، ومن ناحية أخري أعطاهم حق الانتخاب كي يختاروا السبيل الذي يريدون، ولكن من الطبيعي أن لكل انتخاب نتيجة وإن عاقبة الجميع ليست واحدة؛ إن الذين كفروا من الجن والإنس، حتي إذا لم يحرمهم الله من نعم الدنيا، فسيصلون السعيريوم القيامة، ولاينجو إلا من هداه الله فاولئك يرحمهم الله. بالاضافة الي ذلك فإن هذه الآية تشيرالي أمرآخرمن خلال تذكيربني الانسان بأن خلقكم دليل علي رحمة الله بكم ولطفه، ولهذا السبب ايضا هداكم. إذن فاعملوا علي أن تبقوا في ظل الله ولطفه ورحمته الي يوم القيامة.
من هذه الآية نستنتج:
- إن رحمة الله وغضبه تتناسب في لينها وشدتها مع انتخابنا وتصرفاتنا. فجزاء الاحسان بالاحسان وجزاء الشربالشر.
- إن الله قد أتم حجته علي البشرظاهرا وباطنا بإرساله الرسل وإعطاء الانسان العقل والفطرة السليمة، والجزاء بعد إتمام الحجة.
والآن أيها الأخوة والأخوات لننصت واياكم خاشعين الي تلاوة للآية 120 من سورة هود:
وَكُلًّا نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ ۚ وَجَاءَكَ فِي هَـٰذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَىٰ لِلْمُؤْمِنِينَ ﴿١٢٠﴾
هذه السورة استعرضت قصص العديد من الأنبياء ، وفي ختامها يذكرالله سبحانه وتعالي أن نقل هذه القصص إنما هولتقوية قلب النبي(ص) وليطمئن قلبه ويثبت ويعلم أن الأنبياء الذين سبقوه قد ابتلوا بمخالفة كثيرين من أقوامهم ولكنهم صبروا وثبتوا ولم يشكوا في نهجهم وهذا أيضا من باب اياك أعني فأسمعي ياجارة أي أن المقصودهوعموم المؤمنين. بالاضافة الي ذلك، ذكرت هذه السورة مشاكل الأمم الماضية ليعتبرمنها اللاحقون، فإن حادوا عن سبيل الحق هم أيضا فسيصيبهم عذاب الله.
من هذه الآية نستنتج:
- أن قصص القرآن الكريم قصصا حقيقية وهادفة وليست خيالية للهو.
- أن دراسة التاريخ عامل لمعرفة حقائق التاريخ ، ولتطمئن به القلوب ، وموعظة للمؤمنين.
والآن مستمعينا الكرام ننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 121و122 من سورة هود:
وَقُل لِّلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَىٰ مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ ﴿١٢١﴾
وَانتَظِرُوا إِنَّا مُنتَظِرُونَ ﴿١٢٢﴾
ذكرت الآية السابقة أن تاريخ الأمم السابقة عبرة للمؤمنين وإنهم هم وحدهم من يعتبرويتأثر. ثم تطلب من النبي (ص) أن يخبرالذين لم يؤمنوا به أن يعملوا كما يشاؤون ولكن عليهم انتظارنتيجة أعمالهم، ونحن أيضا سنعمل كما نشاء وننتظرنتيجة أعمالنا وأعمالكم.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- من الواجب تحذيرعديمي الايمان علة يؤثرأوعلي الأقل نتم حجتنا عليهم.
- في التبليغ علينا أن نكلم الناس علي قدرعقولهم، فمثلا نكلم المعاندين بالتهديد والوعيد.
والآن مستمعينا الأفاضل ننصت واياكم خاشعين الي تلاوة الآية 123 والأخيرة من سورة هود:
وَلِلَّـهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ ۚ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴿١٢٣﴾
الآية الأخيرة من هذه الآية تخاطب الرسول (ص) والذين اتبعوه أن اعملوا أن الأموركلها بيد الله فهويعلم ماتعلنون وماتسرون، فاتبعوا سبيله وكونوا عبادا له وحده، ولاتلجأوا الي غيره إن ألمت بكم الشدائد لتكونوا من المفلحين.
طبعا العبودية والتوكل علي الله لاتتنافي مع سعي الانسان واجتهاده، بل إنهما متلازمان ، فالتوكل اما يكون بعد السعي، والذي لايسعي فهولم يتوكل.
من هذه الآية نستنتج:
- للوجود بالاضافة الي الظاهرالمادي الذي يري، له باطن غيرمادي يخفي علي الأبصار، والمؤمنون يؤمنون بذلك.
- الايمان بالغيب هواساس العبودية لله والتحررمن قيد عبودية الآخرين.
الي هنا أعزائي المستمعين نأتي واياكم الي نهاية تفسيرسورة هود، علي أمل اللقاء بكم في حلقة مقبلة وتفسيرسورة أخري من كتاب الله العزيز،هي سورة يوسف علي نبينا وآله وعليه أفضل الصلاة والسلام نستودعكم الله والسلام عليكم.