البث المباشر

تفسير موجز للآيات 74 الى 78 من سورة هود

الأحد 23 فبراير 2020 - 09:10 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 357

بسم الله الرحمن الرحيم أعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي سنبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 74 و 75 من سورة هود، فلننصت إليها خاشعين.

 فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَىٰ يُجَادِلُنَا فِي قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٤﴾

 إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ ﴿٧٥﴾

ذكرنا في الحلقة السابقة نزول الملائكة بشكل بشر وحضورهم الي بيت النبي ابراهيم (ع) وإنه قدم لهم الطعام والشراب فلم يأكلوا، فاضطرب فبشروه بغلام عليم فذهب عنه الخوف فأخذ يجادلهم في قوم لوط، وذكرنا كذلك أن النبي لوط (ع) كان تابعا لنبوة ابراهيم (ع) لذا فأن الملائكة المأمورون بإنزال العذاب علي قوم لوط كلموا ابراهيم (ع) بشأن قوم لوط اولا، فأخذ ابراهيم يجادلهم وتشير الآية 32 من سورة العنكبوت إنه سألهم كيف ستنز لون العذاب علي تلك القرية وفيها لوط نبي الله (ع) فأجابته الملائكة نحن نعلم بمن فيها وإننا سوف ننجي لوطا وأتباعه، من هاتين الآيتين نستنتج:

  • يجب أن لا ينسينا نزول النعم علينا ما سيحل بالآخرين، فمع أن ابراهيم (ع) أخبر بأنه سيرزق بصبي ولكنه لم يغفل عن المصير الذي سيؤول اليه قوم لوط.
  • في الحالات التي لا يكون فيه العذاب الإلهي يكون الدعاء والتوسل والشفاعة لأولياء الله مفيد في دفع العذاب.ولهذا جادل ابراهيم الملائكة في مصير قوم لوط.

 

والآن أيها الأعزاء لننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآية 76 من سورة هود:

يَا إِبْرَاهِيمُ أَعْرِضْ عَنْ هَـٰذَا ۖ إِنَّهُ قَدْ جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ۖ وَإِنَّهُمْ آتِيهِمْ عَذَابٌ غَيْرُ مَرْدُودٍ ﴿٧٦﴾ 

ما كان طلب ابراهيم رفع العذاب أو تأخيره عن أمة لوط إلا لرأفته بهم وعطفه عليهم، وليس انكارا لكفرهم وارتكابهم للذنوب، ولكن عذاب الله كان حتميا ولهذا لم تنفع شفاعة ابراهيم ونصحوه ان يعرض عن طلب هذا. من هذه الآية نستنتج:

الأنبياء، قادة رحماء بقومهم، ومع طغيان وعصيان القوم، إلا أنهم لا يكفون عن السعي لصرف العذاب عنهم.

في بعض الأحيان يكون العذاب حتميا وقطعيا وحتي شفاعة الأنبياء لاتنفع في دفعه.

 

والآن أيها الأعزاء لننصت واياكم خاشعين لتلاوة للآية 77 من سورة هود:

وَلَمَّا جَاءَتْ رُسُلُنَا لُوطًا سِيءَ بِهِمْ وَضَاقَ بِهِمْ ذَرْعًا وَقَالَ هَـٰذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ ﴿٧٧﴾

عندما جاءت ملائكة العذاب بشكل رجال جميلي المظهر وحلوا ضيوفا عليه قلق نبي الله لوط واضطرب لأنه علم أن قومه إن رأوا هؤلاء الشباب فسيطلبونهم وقد كان لوط (ع) عالم بنوايا قومه الفاسدين وهذا ماكان يعذبه ويقضي مضجعه فقام وأغلق الأبواب والشبابيك، ومر بيوم عصيب شديد الصعوبة.

من هذه الآية نستنتج:

  • المرحلة الأولي من النهي عن المنكر ومحاربته هو التنفر منه من أعماق القلب، حتي أن الإنسان ليحزن ويتألم عند إقدام الآخرين علي ارتكابه.
  • علي المضيف المحافظة علي ضيفه كي لا يصيبه مكروه.

 

والآن أيها الأكارم ننصت واياكم خاشعين الي تلاوة الآية 78 من سورة هود:

 وَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ وَمِن قَبْلُ كَانُوا يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ ۚ قَالَ يَا قَوْمِ هَـٰؤُلَاءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ ۖ فَاتَّقُوا اللَّـهَ وَلَا تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي ۖ أَلَيْسَ مِنكُمْ رَجُلٌ رَّشِيدٌ ﴿٧٨﴾

ذكرنا أن لوطا (ع) كان قلقا تجاه نية قومه السيئة، وفعلا جاءه قومه يطلبون يضوفه تدفعهم الي ذلك الرغبة والنية تلبية انحرافاتهم الجنسية، فعرض عليهم لوط بناته قائلا إن زواجهم منهن يرضي غرائزكم وهو أطهر لكم روحا وجسدا، فلماذا تسعون وراء ارتكاب الذنوب، إنكم بهذا تبتعدون عن العقل والرشد وتطلبون حتي ضيوفي الغرباء.

من هذه الآية نستنتج:

  • أحيانا تهوي المجتمعات في مهاوي الرذيلة حتي أنهم يستبقون الي ارتكاب المعاصي والفواحش.
  • لمكافحة المنكرات، علينا اولا ترويج سبل المعروف والاعمال الحسنة في المجتمع.

 

الي هنا أيها الأعزاء نأتي الي ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة علي أمل اللقاء بكم في حلقات قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة