بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي سنبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 69و70 من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:
وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَىٰ قَالُوا سَلَامًا ۖ قَالَ سَلَامٌ ۖ فَمَا لَبِثَ أَن جَاءَ بِعِجْلٍ حَنِيذٍ ﴿٦٩﴾ فَلَمَّا رَأَىٰ أَيْدِيَهُمْ لَا تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً ۚ قَالُوا لَا تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَىٰ قَوْمِ لُوطٍ ﴿٧٠﴾
بعد ان انتهت قصة نبي الله هد وصالح تتناول هذه الآيات قصة النبي ابراهيم (ع) مع الملائكة الذي ارسلهم الله لهلاك قوم لوط. ومن حيث ان الملائكة كانوا قد جاءوا على شكل بشر فقد شوى لهم النبي ابراهيم (ع) عجلاً، ولكنهم ما كانوا ليأكلوا او يشربوا شيئاً، وعندما رأى ايديهم لا تمتد الى الغذاء اضطرب النبي ابراهيم (ع) وتساءل مع نفسه قد يضمرون له شراً ولهذا السبب لم يأكلوا في بيته، فكشفوا له حقيقتهم وحملوا اليه بشرى وخبر هلاك، البشارة هي ان الله سيرزقه على الكبر صبياً، واخبروه بهلاك قوم لوط وان الله سيرسل عليهم عذاباً غير مردود. واما سبب اخبار النبي ابراهيم (ع) بهلاك قوم لوط هو لانه كان من اولي العزم فكان يجب ابلاغه اولاً.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الملائكة ايضاً يبدؤون كلامهم بالسلام وهذه سيرة جميع الصالحين والابرار.
- الضيافة هي من اخلاق الانبياء.
والآن لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 71 و72 من سورة هود:
وَامْرَأَتُهُ قَائِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِن وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ ﴿٧١﴾
قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَـٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ﴿٧٢﴾
سمعت سارا زوجة ابراهيم حديث الملائكة مع زوجها وانها ستلد وهي عجوز فتعجبت لانها كانت في شبابها عقيما ولم تلد بالاضافة الى ان ابراهيم ايضاً كان شيخاً كبيراً، ومن الطبيعي ان تكون ولادة طفل من زوجين شيخين شيئاً مستحيلاً، ولكن هذه الحواجز ليست مؤثرة في قدرة الله الذي بيده مقاليد الأرض والسماء كما ان مشيئة الله تغلب كل شيء.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- الولد الصالح (الذرية الصالحة) نعمة يبشر الله اولياءه بولادته.
- علينا ان لا نقارن قدرة الله عزوجل مع الامكانات المادية المحدودة.
والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت واياكم خاشعين لتلاوة الآية 73 من سورة هود:
قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّـهِ ۖ رَحْمَتُ اللَّـهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ ﴿٧٣﴾
كان تعجب زوجة ابراهيم امراً طبيعياً خاصة وانها وهي العجوز ستلد، فتقبل هذا الامر صعب ولا يصدّق. لذا ذكرها الملائكة ان هذه ارادة الله وعليها ان لا تعجب من امر الله، خاصة وانك في بيت الرسالة وان الله سبق ان انزل رحمته وبركاته على اهل هذا البيت.
جاء في الروايات عن الامام علي (ع) انه اوصى اصحابه ان يكون جواب سلام الآخرين عليكم هو عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
من هذه الآية نتعلّم:
- ان الذرية شكل من اشكال الرحمة الالهية ومصدر خير وبركة لاهله.
- علينا ان لا ينأس من العون الالهي، فان الله الذي جعل النار برداً وسلاماً على ابراهيم، بامكانه ان يرزق شيخين كبيرين طفلاً.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة حتى نلتقيكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.