بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة التي ونبدؤها بتلاوة للآية 64 من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:
وَيَا قَوْمِ هَـٰذِهِ نَاقَةُ اللَّـهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللَّـهِ وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ ﴿٦٤﴾
بالرغم من الدعوة التوحيدية المنطقية لنبي الله صالح (ع) فقد التهمه قومه وافتروا عليه الكذب ولكن طريقة الانبياء كانت بالاضافة الى الكلام المنطقي المعقول الإتيان بالمعجزات لازالة الشك والترديد عن قلوب الناس. فخرجت عليهم ناقة عشراء من قلب الجبل- بامر الله عزوجل- تسقيهم من لبنها، فطلب صالح (ع) من قومه ان لا يمسوها بسوء ويدعوها تأكل وتشرب ما يكفيها من الماء والاّ فسيصيبهم عذاب شديد.
من هذه الآية نستنتج:
- ان قدرة الله عزوجل تفوق الاسباب المادية، ومثال على قدرته جل وعلا انه خلق ناقة من قلب الجبل.
- اهانة المقدسات المرتبطة بالله بطريقة او باخرى يعجل بأنزال العذاب.
والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت الى تلاوة للآية 65 من سورة هود:
فَعَقَرُوهَا فَقَالَ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ۖ ذَٰلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ مَكْذُوبٍ ﴿٦٥﴾
لم يؤمن قوم ثمود بصالح ولم يصدقوا دعوته ولم يعترفوا بمعجزته، لذا فقد قرر احدهم قتل الناقة، فقتلها، ولم ينهه الآخرون عن هذا الفعل، بل كانوا راضين به في اعماق قلوبهم وربما شجعوه على ذلك. لذا شمل التهديد جميع قوم ثمود فوعدهم صالح (ع) بنزول العذاب عليهم، وامهلهم ثلاثة ايام، اما الى التوبة من ذنبهم، وربما يعتبر عذاباً نفسياً حيث كانوا يفكرون في هذه الايام بالعذاب الذي سيحل بهم وكيفيته وشدته فيزداد عذابهم.
من هذه الآية نستنتج:
- الرضى بجريمة الآخرين يعتبر مشاركة في ارتكابها فيكون كل من رضي بالجريمة وأيّد المجرم شريكاً له.
- علينا أن نصغي الى ما يحذر منه الله وانبياءه، فاهانة المقدسات لابد ان يعقبها العذاب.
والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة للآية 66 من سورة هود:
فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا صَالِحًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَمِنْ خِزْيِ يَوْمِئِذٍ ۗ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ﴿٦٦﴾
الكوارث الطبيعية كالسيول والزلازل تحلّ على المؤمن والكافر دونما فرق بينهما. ولكن عندما ينزل الغضب الالهي يكون المؤمنون في مأمن منه ولا يحلّ الاّ على الكافرين الذين يستحقون العقاب.
لذا عندما نزل العذاب على قوم ثمود، نجى الله نبيه والذين آمنوا معه وقضى على المجرمين، وهذا دليل على علم وقدرة الله سبحانه وتعالى التي لا يغلبها شيء.
من هذه الآية نستنتج:
- ان اتباع الانبياء يبعد الانسان عن الذل والهوان ويوصله الى العزة والرفعة.
- ان نجاة عدد قليل من المؤمنين من بين عدد كبير من الكافرين هو يسير على الله.
والآن مستمعينا الكرام لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 67 و68 من سورة هود:
وَأَخَذَ الَّذِينَ ظَلَمُوا الصَّيْحَةُ فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ جَاثِمِينَ ﴿٦٧﴾
كَأَن لَّمْ يَغْنَوْا فِيهَا ۗ أَلَا إِنَّ ثَمُودَ كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّثَمُودَ ﴿٦٨﴾
ووقع ما وعد صالح قومه الظالمين، حيث ارسل عليهم ربهم صيحة من السماء وزلزلت الارض تحت اقدامهم وهلك القوم الكافرون وذلك بانّ الرعد والصواعق الرهيبة ادّت الى سقوط الكافرين على وجوههم وهلكوا، فكان حالهم يشبه من حال من يصعقه البرق فيقع على الارض لا يستطيع حراكاً من مكانه.
من هذه الآيات نستنتج:
- انما ينزل العذاب الالهي بسبب ظلم الناس وان الله لا يعذب احداً دونما سبب.
- العذاب الالهي لا يختص بيوم القيامة ولا يقتصر عليه فقط، وانما يعذب الظالمون في هذه الدنيا ايضاً بالاضافة الى عذاب الآخرة.
والآن ايها الاخوة والاخوات نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة بانتظار آرائكم ومقترحاتكم والى اللقاء في حلقات اخرى قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.