البث المباشر

تفسير موجز للآيات 57 الى 60 من سورة هود

الأحد 23 فبراير 2020 - 08:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 353

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة سنبدؤها بتلاوة للآية 57 من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

فَإِن تَوَلَّوْا فَقَدْ أَبْلَغْتُكُم مَّا أُرْسِلْتُ بِهِ إِلَيْكُمْ ۚ وَيَسْتَخْلِفُ رَبِّي قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّونَهُ شَيْئًا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ حَفِيظٌ ﴿٥٧﴾

بعد الحوار الذي دار بين نبي الله هود (ع) وقومه، والذي تابعناه في الحلقة الماضية يختم هود (ع) كلامه معهم بانه إنما هو رسول الله اليهم ليدعوهم الى التوحيد وقد فعل ذلك وادّى رسالته ولم يقصر وإن اعرضوا عنه ولم يؤمنوا فانه سيصيبهم عذاب اليم ويهلكون ويستبدل بهم قوماً آخرين واجيالاً لاحقة. وحذرهم انهم عليهم لا يحسبوا انهم يلحقون ضرراً بالله ان كفروا به ولم يؤمنوا وعصوا اوامره، بل هو قادر على كل شيء وقاهر لعباده.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان الانبياء قد امروا بتبليغ الرسالة وتقديم البراهين والادلة للناس ليؤمنوا، ولكنهم غير مسؤولين بارغام الناس حتى يكونوا مؤمنين.
  • ان اعراض الناس وعدم ايمانهم بالانبياء، لا يدل على ضعف الانبياء في القيام بمهتهم، بل هذا ناجم عن ان الله قد خيرّ الانسان وعلى الانسان ان يختار الخير او الشر.

 

والآن ايها الاخوة والاخوات ننصت خاشعين لتلاوة للآية 58 من سورة هود:

وَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا نَجَّيْنَا هُودًا وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَنَجَّيْنَاهُم مِّنْ عَذَابٍ غَلِيظٍ ﴿٥٨﴾ 

ان الكفر والاعراض عن التعاليم الواضحة الجليّة والمنطق السليم لنبي الله هود (ع) واهانته وتوجيه التهم اليه والكيد والتآمر عليه، ادت بقوم هود ان يصيبهم الله بعذاب اليم، كما جاء في سورة فصلت الآية 15، أن الله ارسل عليهم ريحاً عاتية أتت على بنيانهم من القواعد سخرها عليهم في ايام نحسات.

ولكن اهم ما في الامر هو العدل الالهي الذي لا يهلك الجميع المؤمن والكافر، فكل يجازيه على عمله. فهو سبحانه وتعالى وان سلط الريح على قومعاد، ولكنه مهد الوسيلة لنجاة النبي هود (ع) والمؤمنين، ولم يعذبهم مع الكافرين.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان المؤمنين المخلصين –كالانبياء- آمنين من عذاب الله.
  • في الوقت الذي يسلط فيه جل وعلا عذابه على الظالمين ينزل رحمته على المؤمنين الذين نصروا دينه ونبيه.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين 59 و60 من سورة هود:

وَتِلْكَ عَادٌ ۖ جَحَدُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَعَصَوْا رُسُلَهُ وَاتَّبَعُوا أَمْرَ كُلِّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ ﴿٥٩﴾

 وَأُتْبِعُوا فِي هَـٰذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ أَلَا إِنَّ عَادًا كَفَرُوا رَبَّهُمْ ۗ أَلَا بُعْدًا لِّعَادٍ قَوْمِ هُودٍ ﴿٦٠﴾ 

في ختام هذه الآيات العشر التي تناولت قوم عاد، يذكر القرآن ان انكار ومعصية قوم عاد جعلتهم يتبعون الظالمين الجبابرة بدلاً من اتباع الانبياء الذين يدعون الى السلام والعدل ولهذا حلّت عليهم لعنة الله وغضبه في الدنيا والآخرة.

وقوم عاد، قوم كانوا يسكنون شبه الجزيرة العربية قبل ميلاد السيد المسيح بسبعمئة عام في منطقة تدعى الاحقاف، وكانوا رجلاً اشداء طوال القامة شيدوا المدن وعمروها، وقد ذكرهم القرآن الكريم في الايات الاولى من سورة (والفجر)، ألم تر كيف فعل ربك بعاد، وبمدينتهم العظيمة ارم، التي لم يكن مثلها في البلاد.

وربما كان التأكيد على العذاب الذي نزل يعاد وقوم عاد، هو تحذير للعرب في زمان النبي (ص) وهو انكم ان فعلتم مثلهم فسيصيبكم ما اصابهم.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان ما اصاب الماضين يجب ان يكون عبرة للاجيال الآتية.
  • لعن الظالمين المتجسد اليوم في جملة الموت للظالمين هو شعار قرآني.

 

والآن اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة وقصة عاد وفي الحلقة القادمة نتناول قصة النبي صالح وقومه ثمود. فالى اللقاء والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة