بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي سنبدؤها بتلاوة الآية الخميس من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:
وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۚ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّـهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـٰهٍ غَيْرُهُ ۖ إِنْ أَنتُمْ إِلَّا مُفْتَرُونَ ﴿٥٠﴾
بعد انتهاء قصة النبي نوح (ع) بدءت قصة النبي هود (ع) بهذه الآية ولهذا السبب سميت هذه السورة بسورة هود.
جاء فيالروايات انه عندما حل زمان وفاة النبي نوح (ع) قال لاتباعه انه ستكون بعده فترة غيبة يظهر فيها طواغيت وبعدها يبعث الله عزوجل نبياً من نسله اسمه هود يكون الفرج على يديه.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الدعوة الى التوحيد وعبادة الله الواحد الاحد هي اول ما يدعو لها انبياء الله، وانهم يدعون الناس للايمان بالله وعبادته وليس عبادتهم.
- ان الشرك بالله افتراء وكذب على الله عزوجل وهي تدل على اعتقادهم بان الله جل وعلا عاجز عن ادارة الكون لوحده وبحاجة الى شريك.
والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 51 و52 من سورة هود:
يَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا ۖ إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى الَّذِي فَطَرَنِي ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ ﴿٥١﴾
وَيَا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَىٰ قُوَّتِكُمْ وَلَا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ ﴿٥٢﴾
بالاضافة الى الدعوة الى التوحيد ونبذ الشرك، نصح النبي هود ع) قومه بالاستغفار والتوبة كي يتظهروا من الرجس والأثام فيفتح الله عزوجل ابواب رحمته عليهم. نفهم من هذه الآيات ان التوبة من الذنوب احدى عوامل رفع القحط والجفاف وهطول الامطار الذي يزيد من قدرة ونشاط الانسان. فيزدهر اقتصاد المجتمع وتتوفر الارضية للتقدم والازدهار. اي ان التوبة من الذنوب تكون ذات فائدة مادية في الحياة الدنيا بالاضافة الى الآخرة.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- الثواب الدنيوي للتوبة والانابة الى الله، هي زيادة اموال المجتمع وقدرة.
- احد اهداف الانبياء المبلغين لرسالات الله ايجاد المجتمع السليم والقوي الذي يحضى بالنعم الالهية.
والآن مستمعينا الافاضل لننصت لتلاوة الآيتين 53 و54 و55 من سورة هود:
قَالُوا يَا هُودُ مَا جِئْتَنَا بِبَيِّنَةٍ وَمَا نَحْنُ بِتَارِكِي آلِهَتِنَا عَن قَوْلِكَ وَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿٥٣﴾
إِن نَّقُولُ إِلَّا اعْتَرَاكَ بَعْضُ آلِهَتِنَا بِسُوءٍ ۗ قَالَ إِنِّي أُشْهِدُ اللَّـهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ ﴿٥٤﴾
مِن دُونِهِ ۖ فَكِيدُونِي جَمِيعًا ثُمَّ لَا تُنظِرُونِ ﴿٥٥﴾
مع ان هود قد دعا قومه الى نبذ الشرك واتخاذ التوحيد ديناً لهم ودعاهم للتوبة من ذنوبهم واستغفار الله، ولكنهم اصروا على التمسك بعقيدتهم متذرعين أنهم لا يحكنهم ترك الهتهم والاقتناع بكلامه، بل انهم كانوا يعتقدون ايضاً انه بسبب اهانته لآلهتهم قد حل عليه غضبهم وفقد عقله فتكلم بهذا الكلام.
العجيب ان قومه كانوا يعبدون الاوثان المصنوعة من الخشب والصخر دون ان يكون لهم دليل معقول على عملهم هذا، ولكن عندما يكلمهم احد بكلام معقول وواضح يطالبونه بالدليل ولا يقبلون كلامه ولا يؤمنون بما يقول:
من هذه الآيات نستنتج:
- طالما عانى الانبياء من عناد المشركين وتشبثهم برأيهم، ولكنهم لم يتوقفوا ويكفوا عن الدعوة الى الايمان بالله.
- ان رمي الانبياء والمصلحين بالجنون لتصديهم للخرافات، امر ليس يجديد.
- لا يخلف الانبياء من اي شيء، بل طالما دعوا مخاليفهم الى المبارزة لانهم واثقين انهم على حق.
والآن ايها المستمعون الاكارم ننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 56 من سورة هود:
إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّـهِ رَبِّي وَرَبِّكُم ۚ مَّا مِن دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا ۚ إِنَّ رَبِّي عَلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٦﴾
في مقابل تهديد وافتراء المشركين على النبي هود (ع)، واجههم بصلابة ايمانه محرضاً اياهم على ان يحجعوا كل قدرتهم للكيد والتآمر عليه وليعلموا انه قد توكل على الله، وان الله ليس ربه فقط، وانهم لا يخضعون لسلطانه، بل هو ربه وربهم ورب كل الاحياء وان الله لا يظلم احداً ابداً وانما يقيم الحق والقسط.
من هذه الآية نستنتج:
- المؤمنين يمتازون عن الكافرين بان لهم رباً يخضع لقدرته كل شيء بينما لا يتمتع الكافرون برب كهذا.
- علينا ان نتوكل على القادر الذي يقيم العدل ويحكم بالقسط
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.