البث المباشر

تفسير موجز للآيات 33 الى 37 من سورة هود

السبت 22 فبراير 2020 - 15:05 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 348

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة والتي نبدؤها بتلاوة عطر للآيتين 33 و34من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

 قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللَّـهُ إِن شَاءَ وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٣٣﴾

 وَلَا يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللَّـهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ ۚ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٣٤﴾

ذكرنا في الحلقة السابقة ان مخالفي ومعاندي النبي نوح (ع) بدلاً من اللجوء الى المنطق في مجادلته، لجأوا الى العناد وطلبوا منه ان ينزل عليهم العذاب ان استطاع، فكان جواب نوح هو أن العذاب ليس بيده ولا بمشيئته، بل إن الله هو الذي ينزل العذاب ان شاء وذكرهم ان الله ان انزل العذاب فلا قدرة لاحد على دفعه وسيؤدي الى هلاكهم.

واعلى نوح انه مأمور فقط بابلاغ الوحي الالهي وارشادهم وهدايتهم ليس إلاّ، وانه ليس له من دعوتهم إلاّ النصيحة المخلصة وارشادهم الى السبيل القويم والصراط المستقيم، وان دفعهم العناد الى عدم اتباع سبيل الرشاد فلا يمكنه هدايتهم.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • كان الانبياء رؤوفين بالناس وطريقة دعوتهم هي النصيحة والموعظة الحسنة.
  • على الكافرين من المعاندين الا يظنوا انهم ان لم يعذبهم الله في الدنيا فانهم سينجون من عذاب يوم القيامة، فان يوم القيامة آتٍ لابد منه وان الجميع الى ربهم لمنقلبون.

 

والآن ايها الاخوة والاخوات لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 35 من سورة هود:

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرِمُونَ ﴿٣٥﴾

احدى طرق المعاندين للانبياء (عليهم السلام) اتهامهم بالكذب والافتراء ووصمهم بانهم قالوا هذا الكلام من عندهم ونسبوه الى الله، دون ان يكون لهؤلاء المعاندين دليل على صحة ما قالوه، ودون ان يتمكنوا من اثبات صحة ادعائهم، بل ما حصل هو العكس، وهو أن الانبياء استطاعوا اثبات صدقهم بالمعجزات، وفي هذه الآية يرد الله عزوجل على هؤلاء المعاندين والمخالفين ويؤكد ان ادعاءاتهم بانها كذب محض وانها لا تبرر كفرهم وشركهم.ك وان افترضنا ان نبياً قد ارتكب جرماً قد ثبه على عاتقه، كما ان المخالفين ايضاً ذنبهم على عواتقهم هم.

نستنتج من هذه الآية:

  • عند مجادلة المعاندين يجب تجنب الكلام البذيء، والقرآن يعلمنا في هذه الآية طريقة مجادلة المخالفين.
  • كل فرد مسؤول عن أعماله، ولا تشكل ذنوب الآخرين تبريراً لنا لارتكاب الذنوب.

 

والآن مستمعينا الافاضل لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 36 و37 من سورة هود:

وَأُوحِيَ إِلَىٰ نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلَّا مَن قَدْ آمَنَ فَلَا تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾

 وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلَا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا ۚ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾

استناداً الى آيات القرآن الكريم فقد لبث نوح في قومه حوالي 1000 سنة يدعوهم الى عبادة الله فآمن به قليل من قومه، فاوحى اليه الله ان لا يؤمن من قومه الاّ من آمن وان الله سينزل عذابه على الكافرين. والعذاب هو طوفان وسيل عظيم يعم جميع الارض والسبيل الوحيد للخلاص من هذا الطوفان هو ركوب سفينة نوح التي تحول بينهم وبين الغرق.

لذا استناداً الى هذه الآية فقد امر الله عزوجل نوحاً ببناء سفينة كما علمه الله سفينة عظيمة تنجيه هو واتباعه عند نزول العذاب الالهي.

ولان عذاب الله آت لابد منه فلم يكن امام المخالفين الذين ظلموا انفسهم وظلموا نبي الله بعدم الايمان به فلم يكن امامهم من سبيل للنجاة.

من هذه الآية نستنتج:

  • احياناً يهوي الانسان الى مرحلة بحث لا يبقي امامه سبيلاً للنجاة ولا اي امل بنجاته ولا يؤثر فيه اي نصح وكلام.
  • الانبياء لا يوفرون اسباب نجاة الناس بالنصح والتبليغ بل احياناً ببناء وسائل للنجاة كسفينة نوح.
  • ان العذاب الالهي يحل على الظالمين والمجرمين، وعندما ينزل العذاب لن ينجي الله المجرمين.

 

والى هنا ايها الاكارم نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. حتى نلتقيكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة