البث المباشر

تفسير موجز للآيات 13 الى 16 من سورة هود

السبت 22 فبراير 2020 - 12:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 343

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام علكيم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 13و14 من سورة هود، فلننصت اليها خاشعين:

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ ۖ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٣﴾ 

فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّـهِ وَأَن لَّا إِلَـٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٤﴾

ذكرت الآيات السابقة ان الكافرين والملحدين كانوا يؤذون النبي (ص) بكلامهم، وتتطرق الآية 13 الى بعضه وهو انهم ينسبون القرآن الى الرسول (ص) وانه كتبه ثم ادّعى انه من عند الله، الرد الطبيعي على هذا الادّعاء هو ان كان القرآن كلام بشر وكتبه رجل فبامكانكم ان تأتوا بكلام مثله وبامكانكم ان تدعوا سادتكم وعلماءكم وأبادئكم لتستعينوا بهم على تأليف قرآن كهذا. الطريف ان الله في هذه الآية قد خفف عنهم واستغزهم خفف عنهم بانه لم يطلب منهم ان يأتواب 114 سورة كهذا القرآن، بل طلب منهم ان يأتوا بعشر سور.

ثم استفرهم عندما طلب منهم ان لا يكتبوا هذه السور لوحدهم بل يستعينوا على ذلك بمن شاؤوا.

والطريف ان الملحدين ومنكري رسالة محمد (ص) على مدى 14 قرناً لم يتمكنوا من وضع سورة واحدة كسور القرآن كه الآن، ولذا فقد لجأوا الى سلاح الاتهام والاهانة والتحقير، والى سلاح الحرب والقتل احياناً، وهذا افضل دليل على صدق القرآن الكريم وانه حقاً من عند الله.

من هذه الآيات نستنتج:

  • القرآن معجزة خالدة، ليس فقط في زمن نزوله، بل مازال كذلك لحد الآن.
  • القرآن ليس نتاج علوم البشر الفلسفية والتجريبية والعلمية، بل وضع على اساس العلوم الالهية، ولهذا فهو لا يختص بزمان او مكان ما او عرق او جيل معين.
  • يجب ان لا يدفعكم كفر اعداء الاسلام الى الشك في القرآن ونبوة الرسول (ص).

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآيتين 15 و16 من سورة هود:

مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾

 أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ إِلَّا النَّارُ ۖ وَحَبِطَ مَا صَنَعُوا فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾

الآية 15 تشير الى اهم جذور مخالفة الكافرين للانبياء وللاديان الالهية، الا وهو طلبهم وحبهم للدنيا والاغتراف من لذاتها وارضاء شهواتهم لهذا فهم يرفضون ان تحدهم القوانين الالهية.

من الطبيعي ان هؤلاء قد تخطوا الحدود الالهية وارتكبوا الذنوب والمعاصي فجزاؤهم نار جهنم. وان عملوا في الدنيا عملاً حسناً فان الله يجزيهم عليه في هذه الدنيا لانهم عملوا للدنيا وليس للآخرة، وبهذا لن تكون لهم ذخيرة من الحسنات تدفع عنهم عذاب جهنم.

من الطبيعي ان اللذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، ان عملوا اعمالاً حسنة كالخدمات الاجتماعية او الاختراعات او الاكتشافات فانهم سيعطون جزاءهم في الدنيا ومالهم في الآخرة من خلاق، إنما يطلب الثواب في الآخرة من كان يؤمن بها، والاّ فماذا يتوقع من الله من ينكر المعاد؟ ولكن مع ذلك فان الله ذو فضل عظيم، وقد يغفر لبعض هؤلاء يوم القيامة ويدخلهم الجنة جزاء ما قدموه من اعمال تخدم البشرية.

علاوة على ذلك فان الاعمال التي تكون النية في انجازها الشهره او الثروة في الحياة الدنيا تبقى آثارها مؤطرة في اطار الدنيا ولا تتعداها الى الآخرة.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • ان قيمة كل عمل تكمن في الدافع اليه والهدف من انجازه. وكم من اعمال حسنة كان الدافع اليها دنيوياً وليس الهياً فحبط ولم ينفع صاحبه يوم القيامه.
  • من عدالة الله سبحانه وتعالى ان لا يترك عمل من يعمل لاجل الدنيا دون جزاء، بل سيجزيه ويعطيه اجره كاملا غير منقوص في الدنيا.
  • من كان يريد حرث الدنيا لا يحصد شيئاً في الآخرة ومآله الى الجحيم.

 

الى هنا مستمعينا الكرام نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة