فبعد التطورات الأخيرة، انهارت الخطوط الدفاعية للجماعات المسلحة في حلب وإدلب بالكامل، وعادت إلى الحكم السوري بعد سنوات. وهكذا، بعد مرور ما يقارب من شهر على الضربات العسكرية، تم تحرير حلب بالكامل.
تظهر التطورات الميدانية أن المفاوضات بين الوفدين الروسي والتركي لم تسفر عن أي نتائج. ومع ذلك، فإن الملاحظات الإيجابية لوزراء الخارجية بعد محادثات مباشرة على هامش مؤتمر ميونيخ الأمني قد أحيت مرة أخرى الآمال في تركيز الجهود على المفاوضات بدلا من الصراع. مع ذلك، لا يوجد حتى الآن أي حديث عن اجتماع القمة بين البلدين، الذي طالما كان المفتاح لحل الأزمات بينهما سابقا.
أهمية تقدم الجيش السوري وحلفاءه
إن انتصارات الجيش الميدانية في المقام الأول تعزز موقف الحكومة السورية في التفاوض مع المعارضة حول دستورها الجديد، وهو دستور مهم للغاية يعتمد مصير النظام السوري عليه، بعد نهاية الحرب. تدعو المعارضة إلى تعديل شامل للدستور، بينما يعتقد النظام أن بعض التعديلات الطفيفة كافية لحل المشاكل الحالية.
مع التطورات الحديثة، قام الجيش السوري، بالإضافة إلى صد المعارضة، بمحاصرة القوات التركية في درع الفرات وغصن الزيتون. على الرغم من أنه من المستبعد حدوث صدامات عسكرية واسعة النطاق بين جيشي البلدين، فإن الحصار قد وفر مكانة خاصة لدمشق لاستخدام الخيار العسكري ضد القوات التركية المحاصرة في أي ملف مستقبلي، بما في ذلك التفاوض على الحدود أو مصير الكرد.
يعد استعادة الطرق السريعة الرئيسية، بما في ذلك حلب - دمشق إنجازا كبيرا في استعادة الاقتصاد السوري الذي مزقته الحرب. تصبح أهمية هذا الإنجاز أكثر وضوحا عندما نعلم أن حلب هي العاصمة الصناعية لسوريا.
بما أن الجيش السوري لم يحقق التقدم الأخير بمفرده، فالمعركة ليست سورية فقط. تعد روسيا ثاني لاعب رئيسي في هذا المجال، والنصر لم يكن ممكنا تحقيقه، بدون تغطيتها الجوية الواسعة.
تريد روسيا الوصول إلى مياه البحر الأبيض المتوسط وبلدان منطقة الشام، بالإضافة إلى الاستثمار بكثافة في البنية التحتية الاقتصادية في حلب.
صحيفة همشهري الإيرانية