بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ثم الصلاة والسلام على من صلى عليه، بنا في كتابه المبين سيدنا محمد الامين واله الغر الميامين السلام عليكم حضرات المستمعين واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.
لنصغي الآن الى تلاوة الآيات الثانية والستين والثالثة والستين والرابعة والستين من سورة يونس المباركة:
أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴿٦٢﴾
الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ ﴿٦٣﴾
لَهُمُ الْبُشْرَىٰ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ۚ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّـهِ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴿٦٤﴾
في الصديد من الحلقات الماضية كان لنا حديث عن المشركين وصفاتهم وعقائدهم الباطلة.
الا ان هذه الآيات تتحدث عن المؤمنين الحقيقيين الذين ارتدوا رداء الايمان ولبوا حلة التقوى والصلاح.
ولو اجرينا مقارنة بين المؤمن والكافر لأمكن تحديد طريق السعادة وتمييزه عن طريق الشقاء.
ان هدوء البال وخلو النفس من الغم والحزن اكبر رأسمال يهبه الباري تعالى لأوليانه الذين هم لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
ان الذين مزقوا حجب المعاصي والأثام قد اقتربوا من ذات القدس الربوبي مجمع الكمال والجمال والواقع ان هؤلاء هم الذين يعبر عنهم القرآن الكريم باولياء الله. ومن الطبيعي ان مثل هؤلاء يتلقون على الدوام البشرى من الله تبارك وتعالى. ان هؤلاء الأخيار لايت رب اليهم الشك ابدا وهم على الدوام مشدود والعزائم ويتضح من حديث للرسول الخاتم محمد (ص) ان سكوت اولياء الله ذكر ونظرهم عبرة وحديثهم وكلامهم حكمة وفي حركاتهم في المجتمع كل الخير والبركة.
ويستفاد من قول لأمير المؤمنين علي عليه السلام، النهي عن تحقير اي من عباد الله، اذ قد يكون الشخص الذي استهين به من اولياء الله وخفي امر ذلك على الناس
ونتعلم من هذه الآيات المباركات:
- ان من يخاف الله لا يخشى احداً من الناس ابداً.
- الأيمان من دون تقوى ليس بذي اثر. اذ على المؤمن النأي دوماً عن المعصية والأثم. اعاذنا الله واياكم منحما.
- ان من ينالون السعادة والفلاح هم الذين ربحوا الدنيا والآخرة في ظلال وارفة من الأيمان والتقوى.
ويقول تعالى في الآيتين الخامسة والستين والسادسة والستين من سورة يونس المباركة.
وَلَا يَحْزُنكَ قَوْلُهُمْ ۘ إِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ۚ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴿٦٥﴾
أَلَا إِنَّ لِلَّـهِ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ ۗ وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّـهِ شُرَكَاءَ ۚ إِن يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ ﴿٦٦﴾
جاء في تاريخ صدر الأسلام ان مشركي مكة كانوا يلصقون انهم الباطلة برسول الله(ص) فقد قالوا انه (ص) شاعر وكاحن وساحر لابل لقد تمادى هؤلاء الكفرة في غيهم حينما وصفوا رسول الله (ص) بالجنون. لفهم الله وجعل لهم دار البوار.
كان المشركون في مكة يتطاولون على وحي السماء ويقولون انه من كلام الآخرين علموه محمداً (ص).
وقد استمر الكفار في التطاول على ساحة الرسالة الخاتمة حينما انكروا نبوة الرسول الكريم ووحي السماء الوحي الآلهي الذي كان ينزل على صدره المبارك
وجاء الوحي مواسياً للرسول (ص) وانه واتباعه هم الأعزة وان الله راد لكيد الكافرين ومخزيهم ، ان العزة لله ولرسوله والمؤمنين اما الكفار وما يعبدون ففي ذل وهو ان وقد باءوا بالخسران
ونتعلم من هذا النص المبارك:
- ان الأعداء يعملون على اغتيال القادة الدينيين ونحطيم شخصياتهم الا ان الله تعالى لهؤلاء الأعداء بالمرصاد.
- ان من سلك السبل المعوجة ليس له دليل قويم وبرهان رحين.
ولهذا على المؤمنين الثبات في قبال الكفار لأن وعد الله حق وهو الحق المبين
وآخر آية نتلوها عليكم في هذه الحلقة هي الآية السابعة والستين من سورة يونس حيث يقول تعالى وهو اصدق القائلين:
هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ ﴿٦٧﴾
لقد مرت منا الأشارة الى حاكمية الله المطلقة على الوجود برمته وفي هذه الآية اشارة الى تدبير الصانع الحكيم جلت قدرته.
ان اختلاف الليل والنهار هو من ابداعات ذات القدس الربوبي وجاء في العديد من آيات الذكر الحكيم ان الله قد جعل الليل للأنسان سكناً. وهدوء الجسم يكون في خلوده الى الراحة والنوم اما طمأنينة النفس فتأتي من الدعاء والتضرع في حضرة الرب الجليل، فالدعاء سلاح المؤمن وعمود الدين ونور الله في السموات والأرضين.
ونتعلم من هذه الآية الكريمة :
- ان نظام الوجود لم يأت اعتباطاً، انه يسير وفقاً لمشيئة الله وحكمته.
- ان آيات الله حي الدليل على علم الله وحكمته وقدرته.
جعلنا الله واياكم من المتمسكين بحبل الله المتين ومن الداعين الذاكرين والحمدلله رب العالمين.