بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 100 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:
والسابقون ........ الفوز العظيم
أشارت الآيات السابقة الى اوضاع المنافقين في المدينة والى سلوكهم الشائن مع النبي (ص) والمؤمنين. وتبين هذه الآية ان هناك مؤمنين في المدينة قد رضي الله عنهم، منهم المهاجرون الذين اسلموا في مكة وهاجروا الى المدينة بامر رسول الله (ص)، ومنهم المهاجرون الذين آووا المهاجرين ونصروا الرسول في معاركه مع مشركي مكة.
وكانت اولى المسلمات السيدة خديجة الطاهرة (رض) زوجة النبي (ص) تحملت الكثير من المشاق كفقدان مركزها الاجتماعي كسيدة قريش ومع ذلك لم تتوانى عن نصرة الرسول والمؤمنين. واول المسلمين، علي بن ابي طالب الذي رافق الرسول (ص) في حلة وترحاله وحروبه ونام في فراش النبي (ص) فادباً له بنفسه عندما عزم رسول الله على الهجرة الى المدينة كي لا يستشعر المشركون خروج الرسول من مكة، وذلك بعد أن حاك طواغيت قريش مؤامرة لقتله (صلى الله عليه وآله)
من هذه الآية نستنتج:
- المبادرة الى انجاز الصالحات يعطي للانسان قيمة و وقدرا، ويجب احترام وتجليل السابقين لكل عمل صالح.
- جزاء الهجرة والنصرة واتباع الرسول وعمل الخيرات رضا الله والاجرو الثواب يوم القيامة.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 101 من سورة التوبة:
وممّن حولكم.......... عذاب عظيم
تشير هذه الآية الى خطر المنافقين في المجتمع الاسلامي، فتوضح وجود منافقين في المدينة والمناطق المحيطة بها، الذين يدّعون الايمان وتظنون والخطاب هنا للمسلمين أن هؤلاء مسلمون مثلكم ولكنهم في الحقيقة منافقون، لا يؤمنون بالله واليوم الآخر، ومع انكم لا تعرفونهم ولكن الله خبير بما يضمرون، سيصيبهم في هذه الدنيا صغار وذلة وبلاء، وفي الآخرة لهم عذاب اليم. واما قوله سبحانه وتعالى (سنعذبهم مرتين) فيبدو انه يعني أنهم سيفتضحون بين الناس يسبب نفاقهم وفي هذا الذل والهوان لهم، والعذاب الثاني هو اثناء الموت وخروج ارواحهم من ابداهم بصعوبة ومشقة، والى هذا أشارت الآية 50 من سورة الانفال.
من هذه الآية نستنتج:
- للنفاق درجات فاما أن يكون ظاهرياً وسطحياً، واما ان يكون عميقاً متجذراً. كلما تمسّك به الانسان اكثر، كان عقابه أشد، وخطره اكبر.
- بالرغم من عدم جواز سوء الظن بالناس، ولكن اليقظة والحذر ضروريان، لان المنافقين يتغلغلون بين المسلمين ويتظاهرون باعتناق الاسلام لكنهم يحكون له المؤامرات.
والآن مستمعينا الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 102 من سورة التوبة:
وآخرون ............ غفور رحيم
تذكر الروايات التاريخية ان بعض الصحابة الم يشاركوا في معركة تبوك لتعلقهم بالدنيا، ولكنهم ندموا بعد نزول آيات تنتقدهم وتابوا وشدوا انفسهم الى اسطوانات مسجد النبي، فتاب الله عليهم وفك رسول الله قيودهم وبشرهم بمغفرة الله لذنوبهم.
من هذه الآية نستنتج:
- في تقييمنا لافعالنا علينا ان لا نكتفي بالنظر الى ايجابياتنا، بل نلتفت ايضاً الى نقاط ضعفنا وخطايانا ونسعى لتلافيها.
- الندم، هو السبيل لقبول التوبة، وقد فتح الله سبحانه وتعالى باب التوبة امام المذنبين.
والآن مستمعينا الكرام لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 103 من سورة التوبة:
خذ من اموالهم ............ سميع عليم
الاسلام ليس دين عبادة ودعاء فقط، بل هو ايضاً دين مساعدة الفقراء والمساكين وتأمين ميزانية المجتمع العامة، وأحدى واجبات كل مسلم ان يخصص جزءاً من دخله لهذه الامور وتسمى زكاة. ودفع الزكاة واجب، وبالاضافة الى ذلك اعطاء الصدقات الذي اكد عليه الله ورسوله وائمة ديننا بصفته امر مستحب.
وقد اشارت هذه الآية التي نزلت في العام الهجري الثاني الى جوانب للزكاة منها انها تزكي الانسان وتطهره من الانانية والغرور والتكبر وعبادة الذات ووجوب اهتمامه بالآخرين، وايضاً من الآثار المهمة لدفع الزكاة دعاء الرسول (ص) وصلواته على المانحين للزكاة، ولصلواته (صلى الله عليه وآله) آثار مباركة كثيرة في تقوية إيمانهم وفوزهم بالسكينة والطمأنينة الروحية.
من هذه الآية نستنتج:
- ايتاء الزكاة، تدل على صدق ادعاء الانسان الايمان لذا سميت صدقة.
- علينا ان نشكر الآخرين تشجيعاً لهم اذا قاموا بفعل الخيرات، حتى ان رسول الله كان يدعوا للذين يعطون الزكاة وهي واجبة عليهم.
الى هنا اعزائي المستمعين نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.