بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم وهذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 85 من سورة التوبة فلننصت اليها خاشعين:
ولا تعجبك ........ وهم كافرون
كان المسلمون في صدر الاسلام يعانون من ضائقة مالية واقتصادية، وكان وضع المنافقين المالي جيداً، ولذا كان احتمال انجذاب المسلمين اليهم قائماً، لذا فان الله يحذر المؤمنين في هذه الآية وكذلك في الآية 55 من هذه السورة من الانجذاب الى المنافقين، او ان يتحسروا على ما في ايديهم، فان انعم الالهية ما هي الاّ وسيلة لعذاب وعقاب من لا يستحقها، وتؤدي بهم الى اسوء عاقبة في الدنيا بحيث يفارقون هذه الدنيا وهم كفار.
من هذه الآية نستنتج:
- تكون كثرة الامال والاولاد وسيلة للعذاب احياناً، وليس للسعادة والهناء. علينا ان لا ننظر الى اموال الاثرياء ونشعر ازاءها بالحقارة.
- ان السعادة تقاس بعاقبة الانسان، فالمهم هو حسن العاقبة وليس كثرة الاموال.
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 86 و87 من سورة التوبة:
واذا نزلت........... فهم لا يفقهون
تشير هذه الآية الى اللذين تعجبنا اموالهم وثرواتهم، انها ادّت بهم الى انهم تعلّقوا بالدنيا حتى انهم اذا أعلن الجهاد بحثوا عن سبيل للفرار من القتال والبقاء مع النساء والمسنين في المدينة، فهم قد اضاعوا دينهم لاجل دنياهخ موتخلّوا عن النبي (ص) وتركوه يواجه اعداءه، فهل انتم ايها المؤمنون ترغبون في ثروة كهذه تمنعكم من القيام بوظائفكم؟
من هاتين الآيتين نستنتج:
- ان جهاد الاعداء حفاظاً عن الدين هو من مستلزمات الايمان.
- التعلق بالدنيا من اهم أسباب الفرار من الجهاد.
- المنافقون، في قلوبهم مرض، فلا يمكنهم تشخيص وانتخاب السبيل الصحيح.
والآن ايها الكرام سننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 88 و89 من سورة التوبة:
لكن الرسول........ الفوز العظيم
على العكس من المنافقين والاثرياء الذين لا يرغبون في القتال حفاظاً على ارواحهم واموالهم، فان الرسول والمؤمنين يضحون بارواحهم واموالهم من اجل الحفاظ على الاسلام. من الطبيعي ان هؤلاء هم السعداء في الدنيا والآخرة يجزون خير جزاء.
ان التضحية بالارواح والاموال توفر الارضية لانجاز الخيرات والاعمال الحسنة، مهما كانت هذه الاعمال صعبة وشاقة، لذا سيكون هؤلاء الافراد هم المفلحون في الدنيا. وسيجزيهم الله على زهدهم وايثارهم في الدنيا، ويقدم لهم افضل الثواب في الآخرة وكل ما يشتهون من نعيم الجنان.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- ليعرف المنافقون ان الاسلام لن يحرم من النصرة ولا يبقى الرسول وحيداً اذا انسحبوا من القتال، فالمؤمنون الحقيقيون هم انصاره ولا يتخلون عنه.
- لا يكفي الايمان بالرسول، من الواجب مرافقته في الحروب وغيرها وهذا ما يؤدي الى نشر الدين الاسلامي بالسعي والجد والاجتهاد.
والآن مستمعي الافاضل لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 90 من سورة التوبة:
وجاء المعذرون....... عذاب اليم
تقسم هذه الآية الناس الى جماعتين، جماعة منهم معذورون ولا يستطيعون المشاركة في الجهاد وقتال الاعداء، وجماعة اخرى لم تشارك في الجهاد مع عدم وجود اعذار لهم، يوضح القرآن الاول موقف الجماعة الاولى وهو انهم مع كونهم معذورون ولكنهم جاءوا الى الرسول واستأذنوه احتراماً لرسول الله (ص)، اما الجماعة الاخرى، فقد اختلقوا ذرائع لهم ولم يستأذنوا رسول الله وقعدوا في بيوتهم، ولهذا ونتيجة لتصرفهم هذا فقد أضحوا من زمرة الكافرين.
من هذه الآية نستنتج:
- الجهاد امر حكومي وليس فرديا، لذا لا يحق للافراد الاقدام على امر دون استئذان من القائد.
- الكذب ليس بالكلام فقط، وقد يعمل الانسان ما من شأنه فضح اكاذيبه.
مستمعينا الاكارم الى هنا نأتي واياكم الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة مقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.