بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم الى حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 80 من سورة التوبة:
استغفر لهم ........ القوم الفاسقين
بينت الآيات السابقة ان المنافقين في صدر الاسلام آذوا الرسول والمؤمنين واستخفوا بهم ووجهوا اليهم الاهانات، بل وحتى انهم حاولوا قتل الرسول (ص)، ولم يفلحوا. هذه الآية تخاطب الرسول (ص) ان لا يقدم على الاستغفار للمنافقين لانهم بلغوا حداً من الفسق والفجور ان كفروا بالله ورسوله فلم يعد امامهم سبيلاً للعودة، حتى لو استغفر لهم نبي الرحمة (ص) سبعين مرة فلن يغفر الله لهم. فحالهم حال المريض الذي استشرى بجسده المرض فليس بامكان الطبيب مهما كان حاذقاً ان يشفيه، فلا فائدة ترجى منه ومآله الى الهلاك.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الاستخفاف والاستهزاء بالتعاليم الدينية يسوق الانسان الى الكفر والالحاد ويسد سبيل نجاته.
- ان الله ورسوله لا ينجلان بالمغفرة على احد، ولكن البعض يفقدون القدرة على الانتفاع بالاستغفار.
-
والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآيتين 81 و82 من سورة التوبة:
فرح المخلفون…….. يكسبون
بعد التطرق الى مدى غضب الله على المنافقين، تشير هذه الآية الى بعض صفاتهم. وهي انهم في معركة تبوك لم يكتفوا بعدم المشاركة بل كانوا يمنعون الآخرين من المشاركة فيها ويتذرعون بحرارة الجو. وانهم بالاضافة الى انهم لم يجاهدوا فقد فرحوا لفرارهم منه واعتبروه دليلاً على ذكائهم وحنكتهم ان فروا من المعركة فنجوا بانفسهم.
وفي هذه الآية يجيبهم سبحانه وتعالى ان لا تفرحوا فسوف يأتيكم يوم حزنكم وبكائكم يوم تنسون فيه الضحكة والفرح، ويؤنبهم عزوجل ان هل نسيتم يوم القيامة فامتنعتم عن الخروج مع الرسول (ص) في ايام الحر؟
من هاتين الآيتين نستنتج:
- المؤمن الجبان لا يلتحق بالمعارك، ولكنه يتألم لانه لم يذهب فيقوم بتقديم المساعدات، اما المنافق فلا يلتحق بالجبهات ولا يقدم مساعدات، ويكون فرحاً لانه لم يلتحق.
- ذكر المعاد يعين الانسان على الصمود امام مصاعب الحياة، ويوجد تعادلاً بين الضحك والبكاء.
والآن مستمعينا الكرام، لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 83 من سورة التوبة:
فان رجعك........... مع الخالفين
من صفات المنافقين انهم انانيين ومتكبرين، فعندما امر الرسول المسلمين وتوجهوا لتقال الاعداء تخلفوا المنافقين، وعندما يرجع المسلمون يقترحون أي المنافقين على الرسول ان يخوض حرباً اخرى ويستأذنونه ليخرجوا معه، هؤلاً بدلاً من ان يطيعوا الرسول، كأنهم يريدون ان يطيعهم الرسول، وهنا ينبيء القرآن النبي (ص) انه حتى اذا استجاب لهم وتهياً لقتال الاعداء، فسوف يتذرعون بحج اخرى كي لا يخرجوا معه. ولم يقصدوا من اقتراحهم ذاك إلاّ خداع الرسول والمؤمنين، ولم يكونوا ابداً مستعدين للقتال، لذا يجيبهم الرسول (ص) بانهم ليسوا اهلاً للقتال فلا تقترحوا ابداً. اذهبوا واقعدوا في بيوتكم كالمسنين والعجزة والمرضى الذين لم يجعل الله عليهم حرجاً.
من هذه الآية نستنتج:
- علينا ان نحذر الفارين من القتال امس والمتطوعين هذا اليوم، فالايمان الحقيقي يختلف عما يظهرونه بألسسنتهم.
- علينا ان نستقبل من يتوب اما الماكر والمرائي فلا يخدعنا بكلامه وهذه من صفات المنافقين.
والآن مستمعي الاكارم لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 84 من سورة التوبة:
ولا تصلّ......... هم فاسقون
من سيرة النبي الاكرم (ص) انه كان يشارك في تشييع وذحن اموات المسلمين، ويدعولهم ويصلّي على جنائزهم. في هذه الآية امر الله عزوجل رسوله ان لا يشارك في جنائز المنافقين ولا يصلي عليهم، وبهذا بين له ان لا احترام لامواتهم.
من هذه الآية نستنتج:
- احدى طرق محاربة المنافقين مقاطعتهم.
- ان صلاة الميت وزيارة قبور المؤمنين عمل مستحب يبيّن حرمة المؤمن حتى بعد موته.
الى هنا ايها الاخوة نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.