بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم اعزائي المستمعين ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 70 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:
ألم يأتهم ........ أنفسهم يظلمون
ذكرت الآية السابقة اقواماً سبقوا قوم نبينا محمد (ص) فقضي عليهم لما عصوا الله وظلموا. اما هذه الآية فتسمّي اقواماً منهم وتذكر ان سببب فنائهم هي سوء تصرفاتهم. فقوم نوح طغوا فاخذهم الطوفان فاغرقوا، وقوم عاد عصوا نبيهم هود فارسل عليهم ريج السموم، واما قوم ثمود فعصوا نبيهم صالح فاهلكوا بزلزال شديد، وكذلك قوم مدين وكان نبيهم شعيب أهلكوا بغيوم امطرت عليهم مطراً من نار، وقوم لوط اهلكوا عندما قلبت مدينتهم عليهم.
من هذه الآية نستنتج:
- ان القرآن بيّن تاريخ الامم الماضية لكي نتعظ ونعتبر.
- ليست جميع العقوبات اخروية، فان الله عزوجل قد جعل لبعض المجرمين عقوبات تحل عليهم في الدنيا.
والآن ايها الاخوة: لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 71 من سورة التوبة:
والمؤمنون والمؤمنات........... عزيز حكيم
الآية 67 من سورة التوبة ذكرت ان اهم صفات المنافقين انهم يأمرون الناس بالمنكر وينهونهم عن المعروف. وفي مقابل ذلك تذكر هذه الآية هذه الصفة البارزة للمؤمنين وهي انهم يأمرون بعضهم البعض بالمعروف وينهونهم عن المنكر.
الامر بالمعروف والنهي عن المنكر من اهم الواجبات التي جاء بها الدين الاسلامي وهي تتخطى. قيام المسلم بالواجبات الفردية الملقاة على عاتقه، فجعلت على المسلمين واجباً هو مراقبة المجتمع وعدم المساح للمسلمين الآخرين بالسكوت ازاء مثالب المجتمع. فالمجتمع أشبه بسفينة ان خرق احدهم جانباً منها سيتعرض جميع ركابها الى خطر الغرق، ولهذا يوجب علينا العقل والشارع مراقبة المسلمين بعضهم البعض وعدم السماح بغرق هذه السفينة في مستنقع الذنوب والفساد.
من هذه الآية نستنتج:
- لكل من المرأة والرجل دور في الامر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهو ليس واجباً على الرجال فقط ، بل واجب على جميع المؤمنين.
- الامر بالمعروف والنهي عن المنكر واقامة الصلاة وايناء الزكاة وطاعة الله ورسوله، كلها من صفات المؤمنين، وليس حالة مؤقتة.
والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 72 من سورة التوبة:
وعد الله............ الفوز العظيم
بعد ان ذكر في الآيات السابقة وعد الله المنافقين بعقوبة العذاب الاليم وعذاب الحريق، توضح هذه الآية ان الله وعد المؤمنين الرفاه والعادة في الجنان الخلابة المليئة بالنعم.
فوصفتها هذه الآية انها تجري من تحتها الانهار وان المؤمنين سيبقون خالدين فيها، فلا يملون وجودهم في الجنة ولا يخرجهم الله عزوجل منها، بالاضافة الى انهم سينالون في الجنة رضى الله وهو اغلى امنية للمؤمنين ينالونها في الجنة ويتباهون بها، ورضى الله هو اعلى درجة من الثواب ينالها الانسان ليصل الى السكينة والطمأنينة.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الحياة في الآخرة ليست معنوية فحسب، بل هي مادية ومعنوية، ومن الطبيعي ان اللذات المعنوية اسمى من اللذات الجسدية.
- ان الله سبحانه وتعالى سيعوض المؤمنين من ملذات الدنيا على احسن نحو.
والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 73 من سورة التوبة:
يا ايّها النبي ......... وبئس المصير
بعد ان اوضحت الآيات السابقة صفات المنافقين في التعامل مع الاوامر الالهية وتعاليم الرسول (ص) واهانة والاستخفاف بالمؤمنين تأمر هذه الآية النبي (ص) والمؤمنين ان لا يعاملوا الكفار والمنافقين المعاندين اللذين اظهروا العداوة للمسلمين بالسنتهم وتصرفاتهم، لانهم يستغلّون هكذا معاملة، بل يجب التصدّي لهم بكل شدة ومعاملتهم بالمثل، كي لا يلمسوا فيكم ضعفاً او خوفاً منهم وليخشوكم وليشعروا بالمصير الاسود الذي ينتظرهم.
من هذه الآية نستنتج:
- يجب على المؤمن التصدّي للكفار والمنافقين الذين يظهرون العداوة والبغضاء للمسلمين وان يجاهد ويقاومهم. وهناك مراحل لهذا التصدي، فيكون بالكلام احياناً وبالسلاح احياناً اخرى.
- يجب عدم الانشغال بالكفار والاخطار الخارجية عن المنافقين في داخل البلاد، لذا علينا التصدّي لهما معاً.
الى هنا مستمعينا الاكارم نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم.