بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. واهلاً بكم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 48 من سورة التوبة. فلننصت اليها خاشعين:
لقد ابتغوا ........ كارهون
تؤكد هذه الآية ما جاء في الآيات السابقة من ان حضور المنافقين في جبهات القتال يؤدي الى إضعاف معنويات المسلمين وبث الفرقة والشك بين صفوفهم، وتستعرض سابقة المنافقين في مشاهد مختلفة من المجتمع حيث قلبوا الحقائق لكي يخدعوا الناس وحتى القادة منهم، فقد سعى المنافقون لاثارة الفتن والفرقة وتحريف الحقائق وخلق نشر الشائعات لكي يحافظوا على مناصبهم في المجتمع. لذا على قادة المجتمعات الاسلامية ان يكونوا واعين فلا يتأثرون بمكائد المنافقين ومن الطبيعي ان الله عزوجل لا يدع المنافقين يثيرون الشغب بل انه سيفضحهم على رؤوس الاشهاد، ولهذا تراهم خائفين يخشون الفضيحة.
من هذه الآية نستنتج:
- في حالات ظهور الفتن والفرقة في المجتمع، ابحثوا عن المنافقين، وطوقوا دورهم التخريبي في المجتمع.
- العون الالهي يحبط دائماً خطط المنافقين، فيتقدم الاسلام وينتشر رغم كيد الاعداء والمنافقين.
والآن ايها الاخوة، لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 49 من سورة التوبة:
ومنهم من يقول.......... بالكافرين
احدى الذرائع التي ساقها المنافقون الجبناء للتخلّف عن حرب بتوك هي انهم قالوا اننا اذا وقعت ابصارنا على النساء الروميات سنهواهن وسنفتتن بهن ونقع في المعاصي، اذن ائذن لنا يا رسول الله ان نتخلف عن الحرب كي لا نفتتن، هذه الآية تجيب على ادّعائهم بأن الفرار من الزحف اكبر واعظم الذنب والفتن، وقد ابتلوا به، وما هذا الادّعاء إلاّ ذريعة وعاقبتهم هو الكفر والالحاد.
من هذه الآية نستنتج:
- ان الحرب بوتقة اختبار يعرف فيها الصادق من الكاذب.
- بعض الافراد يتظاهرون بأنهم اكثر ايماناً حتى من النبي (ص) والائمة (ع)، فيتركون الجهاد بحجة الخشية من السقوط في المعاصي.
والآن ايها الكرام لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 50 من سورة التوبة:
إن تصبك........ وهم فرحون
تفصح هذه الآية عن الوجه الحقيقي وحقيقة مشاعر المنافقين وتبين حقيقة ان المنافقين يتركون الجهاد ويصدون الآخرين عنه لأنهم لا يريدون النصر لك (يا رسول الله) وانهم يمتعضون عندما تنتصر، واذا خسرت معركة يقولون بعزة وغرور: لقد توقعنا ذلك ولذلك لم نشارك في المعركة.
وكأنهم يمكنهم معرفة المستقبل واتخاذ التصميم على أساس ذلك.
من هذه الآية نستنتج:
- ان التفسيرات والتحليلات لاي حرب بعد وقوعها، تدل على رؤية الافراد لها، وعند ذلك بامكانكم تمييز اصدقائكم من اعدائكم.
- في حروب الرسول (ص)، نجد النصر ونجد الهزيمة، ولكن الهزيمة لا تعني ان الرسول (ص) ليس على حق، بل انها ناجمة عن ضعف وتقصير المسلمين.
والآن ايها الافاضل، لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 51 من سورة التوبة:
قل لن يصيبنا ............. المؤمنون
هذه الآية ترد بصفعة على وجوه اولئك اللذين يحقرون المؤمنن بكبر وغرور ويدّعون انهم قد تكهنوا بهزيمة المسلمين، فأمرت هذه الآية الرسول الاكرم (ص) ان يقول للمنافقين اللذين يتحينون الفرص: اننا لم نحارب الآخرين لكي نستولي عليهم ونحكمهم كي تفسرون هزيمتنا بهذا الشكل. فنحن عبيد الله ونحارب لنيل رضاه، فيكتب الله لنا ما شاء إن نصراً او هزيمة، لذا فنحن نعد للحرب عدّتها ونتوكل على الله ونخوض الحرب في سبيله.
من هذه الآية نستنتج:
- المسلم عليه اداء واجبه، فالجهاد واجب مهما كانت النتيجة.
- موت الانسان وحياته بيد الله عزوجل، فلا يموت كل من يذهب الى جبهات القتال، ولا ينجو من الموت كل من يبقى في بيته.
اعزائي المستمعين بهذا نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على مل ان نلتقيكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.