بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة من برنامجكم نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية 23 من سورة التوبة، فلننصت اليها خاشعين:
يا ايها الذين آمنوا ...... الظالمون
هذه الآية، تنهى المؤمنين عن الانسلاخ عن دينم وايمانهم إن كان آباؤهم او اخوتهم ليسوا مؤمنين ولا يرغبون في الهجرة والجهاد في سبيل الله، وتنهاهم عن التضحية بايمانهم بالله ورسوله في سبيل حفظ علاقاتهم الأسرية، بل ان حفظ العلاقات والروابط الاسرية في هذه الحالة يعتبر ظلماً عند الله حتى ولاية الاب غير المسلم على ولده المسلم.
من هذه الآية نستنتج:
- التمسك بالدين مهم جداً الى الدرجة التي يجب على الانسان ان يهجر اسرته والتضحية بها من اجل دينه.
- ولاية الاب على الولد تكون سارية المفعول مادامت لا تتعارض مع ولاية الله على الانسان.
والآن لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 24 من سورة التوبة:
قل إن كان ......... القوم الفاسقين
تتناول هذه الآية بالتفصيل الموضوع الذي ذكر في الآية السابقة فتسأل المؤمنين: من احب اليكم به هل هو الله وروسوله وجهاد في سبيل الله، ام آباؤكم وامهاتكم وازواجكم واولادكم واسرتكم وعشيرتكم وتجارتكم وأعمالكم؟
وتحذرهم هذه الآية إن كان حب الدنيا يتغلب على دينكم، فانكم ستخسرون الدنيا والآخرة، فتحرمون من الهداية الالهية في الدنيا وتصلون في الآخرة عذاب جهنم.
من هذه الآية نستنتج:
- تتوضح شدة ايمان الانسان المسلم عندما يقف على مفترق الطرق بين طاعة اوامر الله وهوى نفسه.
- رفاهية العيش امر ضروري، ولكن ليس بقيمة التضحية بالايمان من اجلها وعدم تنفيذ الاوامر الالهية.
- يجب ان تكون العلاقات والروابط بحيث لا تقف حائلاً امام الجهاد في سبيل الله، بل يجب ان يضحي الانسان بامواله واولاده وزوجه في سبيل الله.
والآن ايها الاعزاء لننصت خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 25 من سورة التوبة :
لقد نصركم الله ........... وليتم مدبرين
تذكر هذه الآية نصر الله للمؤمنين في يوم حنين ليرفع معنوياتهم للجهاد. بعد فتح مكة وفي العالم الثامن للهجرة النبوية انبرى الرسول (ص) والمسلمون لعدد كبير من قبائل الطائف وحشد الحشود لهم، ولكن احيط بالمسلمين ففر الكثير منهم. فدعاهم الرسول (ص) ثانية فكر المسلمون على المشركين وانتصروا عليهم واسروا اعداداً منهم وغنموا غنائم كثيرة.
من هذه الآية نستنتج:
- الكثرة ليست هي العامل المؤثر في تعيين نتيجة الحرب، بل الايمان والنصر الالهي هو السبب الرئسي.
- لربما كانت الكثرة سبباً للغرور والغفلة اللذين يؤديان الى الاندحار والإنكسار، لا تتكلوا على كثرتكم بل على نصر الله لكم.
والآن اعزائي المستمعين لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 26 و27 من سورة التوبة:
ثمّ انزل ......... غفور رحيم
تتمة للآية السابقة التي تحكي هزيمة المسلمين اللذين كانوا قد اعجتهم كثرتهم، تذكر هذه الآية ان الله بعث ملائكة كهيئة البشر ليحافظوا على رسوله (ص)، ومن جهة اخرى انزل السكينة والهدوء على قلوب المؤمنين كي يكروا على اعدائهم ويلحقوابهم الخسائر وينتصروا عليهم. وكانت خسارتهم بمثابة عقابهم الدنيوي، وأما المؤمنون اللذين فروا وتفرقوا عن رسول الله (رص) ثم تأبوا ورجعوا للقتال فقد غفر الله لهم.
من هاتين الآيتين نستنتج:
- إن الهدوء والسكينة والطمأنينة من عوامل الانتصار المهمة ولن تتأتى إلا في ظل الايمان بالله.
- ان ابواب التوبة مشرعة امام البشر، وإن الله يحب التوابين.
الى هنا ايها الاكارم نأتي الى ختام هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في حلقة مقبلة من هذا البرنامج نستودعكم الله والسلام عليكم.