البث المباشر

تفسير موجز للآيات 4 الى 6 من سورة التوبة

الأربعاء 12 فبراير 2020 - 08:04 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 291

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآية الرابعة من سورة التوبة:

إلا الذين ...... يحب المتقين

ذكرنا في الحلقة السابقة في تفسير الآيات الاولى من سورة التوبة أن الله ورسوله اعلنا براءتهما من المشركان وممارساتهم الخرافية البعيدة عن المنطق، وان الله امهل المشركين مدة اربعة أشهر كي يقلعوا عن عقائدهم وممارساتهم الباطلة، او ان يتركوا مكة –معقل التوحيد-.

هذه الآية استثنت من هذا الحكم المشركين الذين عقدوا مع المسلمين المعاهدات ولم يعينوا اعداء الأسلام على المسلمين ولم ينقضوا مواثيقهم، فهؤلاء إمهلهم الى انتهاء أجل مواثيقهم مع المسلمين روسمح لهم بالبقاء في مكة وبعد ذلك يجري عليهم حكم الله فيهم كما جاء في الآيات السابقة.

من هذه الآية نستنتج:

  • يجب لوفاء بالعهود والمواثيق حتى مع المشركين والاعداء، إلا اللذين لم يوفوا بمواثيقهم مع المسلمين
  • الوفاء بالعهود من علامات المتقين، فليس المتقي من صام وصلى فحسب، بل المتقي من اوفى بعهوده حتى الاجتماعية منها.

 

والآن ايها الاخوة لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآية الخامسة من سورة التوبة:

فاذا انسلخ........... غفور رحيم

مع توضيح الفارق بين المشركين الذين يوفون بعهودهم والذين نقضوا عهدهم، تبين هذه الآية للمسلمين ان الذين نقضوا عهدهم واعانوا اعدائكم او حاكوا المؤامرات ضدكم ، فلا يحق لهم البقاء في مكة بعد انقضاء اربعة اشهر، وإن بقوا فاموالهم وانفسهم ليست في مأمن، فأولئك قد بقوا في مكة 13 عاماً، ولم يألوا جهداً في التواطؤ على المسلمين ولذلك فهم يستحقون اشد العقاب، لانهم استغلوا العفو العام الذي اعلنه النبي (ص) في العام 8 الهجري خلال فتح مكة. على اي حال يأمر القرآن الكريم المسلمين بمحاصرة الذين نقضوا عهدهم اينما يجدونهم والقاء القبض عليهم، فليس امامهم سوى احد سبيلين، اما مغادرة مكة او الايمان وترك الشرك وعبادة الله بدلاً من الاصنام والاوثان، وبدلاً من تقديم النذورات للاصنام ليعطوا الفقراء والمساكين، فاذا فعلوا ذلك فان الله سيغفر لهم ذنوبهم: من هذه الآية نستنتج:

  • علينا ان نكون صارمين في التعامل مع الاعداء ممن ينقضون عهودهم فالرحمة والمحبة جديرة بالمؤمنين وليس بالاعداء المخاصمين.
  • الاسلام لا يسد الابواب بوجوه الناس، فباب التوبة مفتوح دائماً، حتى في ميدان الحرب.

 

والآن مستمعينا الكرام، لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية السادسة من سورة التوبة:

وإن احد......... لا يعلمون

الآية السابقة تحدثت عن الحزم في التعامل مع الاعداء المعاندين، اما هذه الآية فتوضح ان حرب المسلمين وجهادهم اعداءهم ليس بدافع الانتقام او حباً بالحرب والقتل، بل للقضاء على الانحرافات الفكرية والظلم الاجتماعي، لذا اذا اراد اي مشرك حتى اذا كان يقاتلك منك الامان ليستمع الى كلام الله، فأمهله للتعرف على الدين الاسلامي ثم أعده الى مسكنه ومأمنه، فمن حقه ان يستمع لكلام الله فان شاء آمن وإن شاء كفر.

وهذا الامر يبين قمة عظمة الاسلام وعظمة النبي الاكرم (ص) انهم يسمحون لعدوّهم حتى اثناء قتاله بالمجيء بين صفوف المسلمين والعودة سالماً دون ان يكون قد آمن او سلم نفسه اليهم.

من هذه الآية نستنتج:

  • يجب اعطاء الفرصة حتى للعدو للتفكر واختيار الكفر او الايمان. علينا ان لا نغلق باب الدعوة الى الاسلام مهما كانت الظروف.
  • ان ضلال العديد من الناس ناجم عن جهلهم، واجب المسلمين والحكومة الاسلامية ان تبلغهم رسالة الدين الاسلامي وتهييء الارضية اللازمة لهدايتهم.
  • الاسلام يحترم اختيار الانسان، ويريد من المشركين ان يؤمنوا مختارين وليس خوفاً او مجبرين.

 

الى هنا اعزائي المستمعين نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. على امل ان نلتقيكم في الحلقة المقبلة نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة