البث المباشر

تفسير موجز للآيات 10 الى 14 من سورة الانفال

الإثنين 10 فبراير 2020 - 09:03 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 275

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم لك الحمد حمد الشاكرين، وصل وسلم على حبيبك وخيرة خلقك النبيّ المصطفى محمد وعلى آله الطاهرين.

إخوة الإيمان في كلّ مكان السلام عليكم وأهلاً بكم في رحاب القرآن الكريم وحلقة جديدة من برنامج نهج الحيوة لنتابع وإياكم تفسير سورة الأنفال.

فبادىء ذي بدء نصغي خاشعين لهذه التلاوة العطرة للآية العاشرة من هذه السورة المباركة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم وما النصر إلا من عند الله إن الله عزيز حكيم.

 

نزول الملائكة في غزوة بدرالكبرى لم يكن بقصد محاربة الكفار وذلك لعدم حملها السلاح، بل "وما جعله الله إلا بشرى ولتطمئن به قلوبكم" معناه: وما جعله الله إلامداد بالملائكة إلا بشرى لكم بالنصر ولتسكن به قلوبكم وتزول الوسوسة عنها والا فهلك واحد كاف للتدمير عليهم كما فعل جبريل عليه السلام بقوم لوط فأهلكم بريشة واحدة. "وما النصر إلا من عندالله". معناه: أنه لم يكن النصر من قبل الملائكة وإنما كان من قبل الله لأنهم عباده ينصر بهم من يشاء كما ينصر بغيرهم. وقد يكون المعنى: ما النصر بكثرة العدد ولكن النصر من عندالله ينصر من يشاء قل العدد ام كثر. "إن الله عزيز" لا يمنع عن مراده "عليكم" في أفعاله يجريها على ما تقتضيه الحكمة.

تعلمنا الآية:

  • ما يبشر به الله- تعزيز لمعنويات المقاتلين المسلمين وتمهيد لنصرهم على العدو.
  • قهر العدو- ليس بالعدة والعدة فحسب – بل يتطلب كذلك إمداد الله ونصره جل وعلا.

والآن مع الآية الحادية عشرة من سورة الأنفعال المباركة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم

إذ يغشيكم النعاس أمنة منه وينزل عليكم من السماء مآء ليطهركم به ويذهب عنكم رجز الشيطن وليربط على قلوبكم وبثبت به الأقدام.

 

"إذ يغشيكم النعاس" مر تفسيره عند قوله: تم أنزل عليكم من بعد الغم أمنة نعاساً، والنعاس أول النوم قبل أن يثقل "أمنة" أي: أماناً "منه" أي: من العدو وقيل من الله فإن الإنسان لا يأخذه النوم في حال الخوف فآمنهم الله بزوال الرعب عن قلوبهم كما يقال الخوف مسهر والأمن منيم. والأمنة الدعة التي تنافي المخافة. وأيضاً فإنه قواهم بالإستراحة على القتال من العدو "وينزل عليكم من السماء ماء" أي: مطراً "ليطهركم به" وذلك لأن المسلمين قد سبقهم الكفار إلى الماء فنزلوا على كثيب رمل وأصبحوا محدثين ومجنبين وأصابهم الظمأ ووشوس إليهم الشيطان فقال إن عدوكم قد سبقكم إلى الماء وأنتم تصلون مع الجنابة والحدث وتسوخ أقدامكم في الرمل. فمطرهم الله حتى اغتسلوا به من الجنابة وتطهروا به من الحدث وتلبدت به أرضهم وأوحلت أرض عدوهم. "ويذهب عنكم رجز الشيطان" أي: وسوسته بما مضى ذكره، وقيل معناه: ليس لكم بهؤلاء طاقة، وقيل معناه: ويذهب عنكم الجنابة التي أصابتكم بالأحلام. "وليربط على قلوبكم" أي: وليشد على قلوبكم. ومعناه: يشجع قلوبكم ويزيدكم قوة قلب وسكون نفس وثقة بالنصر "ويثبت به الأقدام" أي: أقدامكم فقي الحرب بتلبد الرمل، وقيل: بالصبر وقوة القلب. والهاء في به ترجع إلى الماء المنزل، وقيل: إلى ما تقدّم من الربّط على القلوب.

تعلمنا الآية:

  • إذا كان الإيمان بالله والصبر في سبيله- فان سبحانه يسخو بدوره العوامل الطبيعية خدمة للإنسان وعوناً له.
  • إلى جانب الطهر الظاهري – هناك طهر باطني هو الإبتعاد عن وسوسة الشيطان.

نستمع للآية الثانية عشرة من سورة الأنفال المباركة:

"أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

إذ يوحي ربك إلى الملئكة أني معكم....

 

"إذ يوحي ربك إلى الملائكة أني معكم" يعني: الملائكة الذين أمدّ بهم المسلمين، أي: أني معكم بالمعونة والنصرة. كما يقال فلان مع فلان على فلان. والايحاء القاء المعنى على النفس من وجه نحفي.

وقد يكون بنصب دليل يخفى إلا على من ألقى إليه من الملائكة "فثبتوا الذين آمنوا" يعني: بشروهم بالنصر وكان الملك يسير أمام الصف في صورة الرجل ويقول أبشروا فإن الله ناصركم. وقيل معناه: قاتلوا معهم المشركين. وقيل: ثبتوهم بأشياء تلقونها في قلوبهم يقوون بها "سألقي في قلوب الذين كفروا الرعب" أي: الخوف من أوليائي "فاخبربوا فوق الأعسناق" يعني: الرؤوس. وقيل: كل هامة وجمجمة وجائز أن يكون هذا أمراً للمؤمنين وجائز أن يكون أمراً للملائكة وهو الظاهر.

قيل: إن الملائكة حين أمرت بالقتال لم تعلم أين تقصد بالضرب من الناس فعلمهم الله تعالى "وأضربوا منهم كل بنان" يعني: الأطراف من اليدين والرجلين. وقيل: أطراف الأصابع إكتفى الله به عن جملة اليد والرجل.

تعلمنا الآية :

  • إن كنا مؤمنين- لا طمئت قلوبنا وأذهب الله عنا الخوف وأدخله في قلوب الأعداء.
  • ان كنا رجال حرب ولا نخشى القتال في سبيل الله- لأمدنا سبحانه جل وعلا- لا أن نجبن ونتخاذل ونترك الأمر لله ونقول إنه كفيل بالأعداء.

والآن مع هاتين الآيتين العطرتين الثالثة عشرة والرابعة عشرة من سورة الأنفال المباركة:

"اعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

ذلك بأنهم شآقوا الله ورسوله...

 

"ذلك بأنهم شاقوا الله ورسوله" أي: ذلك العذاب لهم والأمر بضرب الأعناق والأطراف وتمكين المسلمين منهم لمخالفتهم الله ورسوله. وقيل: لمحاربتهم الله ورسوله. تم أوعد سبحانه المخالف فقال: "ومن يشاقق الله ورسوله فإن شديد العقاب" في الدنيا بالإهلاك وفي الآخرة بالتخليد في النار "ذلكم فذوقوه" أي: هذا الذي أعددت لكم من الأمر والقتل في الدنيا فذوقوه عاجلاً "وأن للكافرين" آجلاً في المعاد "عذاب النار" أي: ذلكم حكم الله فذوقوه في الدنيا وان لكم ولسائر الكافرين في الآخرة عذاب النار. ومعناه: كونوا للعذاب كالذائق للطعام وهو طالب إدراك الطعم بتناول السير بالفم لآن معظم العذاب بعده.

تعلمنا الآيتان:

  • ليس فهم الخالق وسخطه- بلا دليل وحساب- بل مردهما تمرد الانسان وطغيانه.
  • ان سنة الله تقضي – بإبادة من يتصدى للحق

 

مستمعينا الأفاضل إنتهت هذه الحلقة من برنامج نهج الحيوة فالى حلقة قادمة إن شاء الله نستودعكم الله والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة