البث المباشر

تفسير موجز للآيات 20 الى 23 من سورة الاعراف

الثلاثاء 4 فبراير 2020 - 08:29 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 230

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 20و21 من سورة الاعراف، فلننصت اليها خاشعين:

فوسوس لهما ............ من الناصحين

هذه الآية تشير الى اول وسادس الشيطان لآدم وحواء (عليهما السلام) بعد ان منعهما الله سبحانه وتعالى من اكل ثمار شجرة معينة، ظهر لهما الشيطان بشكل ما واخبرهما ان الله نهاكما عن هذه الشجرة، ولكن ان اكلتما منها فستكونان كالملائكة خالدين.

ولم يكن آدم وحواء قدسها كذباً لحد ذلك الوقت، ولم يخوضا مثل تلك التجربة ولا يعرفان عواقب ذلك، فانطلقت عليهما حيلة الشيطان ونسيا امر الله طبعاً الهدف الرئيسي للشيطان هو إزالة الحياء والحجاب عنهما والكشف عن عريهما وانهما لا يسترهما اي شيء، وهكذا يهيء الظروف لارتكاب ذنوب اخرى.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • لا سلطة للشيطان على احد، والشيء الوحيد الذي بامكانه ان يفعله هو الوسوسة، والانسان حر في اختيار طريقه.
  • ان نزع الحجاب والعري من اهداف الشيطان، فلنحذر من نزع الحجاب وهتك الستر.
  • الشيطان ينخدع الانسان عن طريق آماله العريضة كالرفاهية والراحة الابدية
  • لا ينبغي تصديق كل من يقسم بشيء فالشياطين أيضاً تقسم.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 22 من سورة الاعراف:

فدلاهما بغرور......... عدو مبين

على اي حال نجح الشيطان في تحقيق مأربه، وحالما تذوق آدم وحواء ثمرة تلك الشجرة حتى بدت سؤاتهما للبعض فاضطرا لان يستران اجسامهما واخذا يواريان جسديهما باوراق الاشجار، وعندها سمعا نداء ربهما يخاطبهما بما معناه: لم نسيتما ما امرتكما به وانخدعتما بكلام الشيطان، ألم تعلما ان الشيطان يضمر العداوة لكما، وانه يتربص بكما للانتقام منكما، الا تعلمان ان الشيطان عدو لكما وانه يتحين الفرض لاظهار هذه العداوة.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان المرأة والرجل كلاهما يقعان في فخ الشيطان بنفس الدرجة، وانه ليس للجنس دور في مدى الوقوع في حبائل الشيطان.
  • العري نوع من العقوبة الالهية، وليس مظهراً للكمال والتحضر وان عدم طاعة الاوامر الالهية وتناول بعض الاطعمة المحرمة يمهد الظروف للعري وهتك ستر الحياء.
  • الستر، امر فطري، وعلى جميع البشر السعي لستر سؤاتهم منذ الطفولة بابسط وسيلة ممكنة.
  • علينا ان نتعرف على عدونا الحقيقي ولا نغفل عنه بل نكون يقضين ومتأهبين لردع وسادسه.

 

والآن ايها الاكارم لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 23 من سورة الاعراف:

قالوا ربنا......... من الخاسرين

مع ان الشيطان قد تمكن من خداعهما ولكنهما سرعان ما شعرا بخطئهما وتوجها الى الله ناخدمين مؤكدين انهما ظلما نفسيهما طالبين منه العفو والمغفرة.

الشيطان وآدم، كلاهما عصى الله ولكن الشيطان بدلاً من الاعتذار والتوبة، شرع يبرر عصيانه، وليس هذا فحسب، بل انه اعترض على عدل وحكمة الله سبحانه وتعالى. اما آدم وحواء فبعد عصيانهما اعترفا بذنبهما وأبديا رغبتهما في تلافي فعلتهما، لذا أبعد الله عزوجل الشيطان عن حضرته القدسية، وأحلّ عليه لعنته الابدية، وغفر لآدم وحواء وشملهما برحمته.

من هذه الآية نستنتج:

  • ان معصية الله ظلم للنفس وليس ظلماً لله عزوجل، فذنوبنا لا تضر الله شيئاً بل تحطمنا نحن.
  • آدم وحواء اشتركا في ارتكاب الذنب وفي التوبة وطلب المغفرة. فليس هناك فرق بين الرجل والمرأة من حيث ارتكاب الذنب او تلافيه. ولا دخل للجنس البشري في كسب الفضائل او الرذائل الاخلاقية.
  • لا الحق في الاعتراف بذنوبنا في محضر الله عزوجل فقط، على ان يكون هذا الاعتراف مقدمة للاستغفار.
  • ارتكاب ذنب ما يسبب للانسان الخسارة، وبامكان الانسان بالتوبة فقط، ان يحول دون توالي الخسارات عليه.

 

اعزائي المستمعين الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة نستودعكم الله والسلام عليكم.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة