البث المباشر

تفسير موجز للآيات 16 الى 19 من سورة الاعراف

الإثنين 3 فبراير 2020 - 14:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 229

بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 16و17 من سورة الاعراف، فلننصت خاشعين:

قال فبما أغويتني ............ اكثرهم شاكرين

ذكرنا في الحلقة السابقة معصية الشيطان لله سبحانه وتعالى وعدم سجوده لآدم وغضب الله عليه ولكنه امهله كما يمهل المجرمين في الدنيا ليتوب او لتزداد ذنوبه الى يوم القيامة.

وفي هاتين الآيتين نرى كيف الى الشيطان اقسم ان ينتقم من الانسان ليضله كما ضل هو ويقصيه عن محضر الله ولهذا يقرر الشيطان ان يهجم على الانسان من جميع الاطراف ليضله.

وجاء في حديث شريف عن رسول الله (ص) انه عندما اقسم الشيطان ان يترصد للانسان من جميع اطرافه قال الملائكة: يا ربّ فكيف يفر الانسان به فأخبرهم سبحانه وتعالى من فوقه وتحته، فاذا رفع الانسان يديه بالدعاء او سجد على الارض يأمن شر الشيطان.

من هاتين الآيتين نتعلم:

  • ان يعزو شخص الذنوب والمعاصي بارادة الله والقضاء والقدر الالهي فهذا من عمل الشيطان.
  • الشيطان عدو الانسان اللدود، فبدلاً من اطاعته لنطع الله.
  • الوساوس الشيطانية محيطة بالانسان من جميع اطرافه، لذا علينا ان نكون حذرين.

 

والآن ايها الاخوة لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 18 من سورة الاعراف:

قال اخرج منها......... أجمعين

جاء في هذه الآية جواب الله سبحانه وتعالى على قسم الشيطان بانه سيضل البشر، بان الله سيحلأ جهنم منه ومن اتباعه الذين سيصيبهم الذل والهوان قبل عذاب جهنمّ، وطرده عزوجل من حضرة الانقياء والصالحين والابرار.

ان ذنب الشيطان الذي اخرجه من الحضرة الالهية هو التكبر والغرور، وكل انسان يتكبر على الاوامر الالهية سائر على طريق الشيطان وستكون عاقبته الذل والهوان.

من هذه الآية نتعلم:

  • الشيطان يوسوس في صدور الناس ولكنه لا يجبرهم على ارتكاب الذنوب، فالانسان هو الذي يقرر اتباع سبيل الشيطان.
  • ان اتباع الشيطان في الدنيا يقود الى الحشر معه يوم القيامة.

 

والآن ايها الافاضل لننصت خاشعين لتلاوة عطرة للآية 19 من سورة الاعراف:

ويا آدم اسكن.......... من الظالمين

بعد عصيان الشيطان واخراجه من الحضرة الالهية اسكن آدم وزوجته الجنة الالهية، وفيما بعد خالفا امر الله عزوجل وأخرجا من الجنة وعانيا مشاكل عديدة.

في هذه الآية يذكر الله سبحانه وتعالى انه اعد لآدم وزوجته جنة تحتوي على انواع الفاكهة والاشجار واسكنهما فيه، وسمح لهما بتناول جميع انواع الفاكهة إلاّ واحدة، ولكنهما اكلا من تلك الشجرة التي نهاهما عنها وظلما نفسيهما، فكانت تلك اول معصية للبشر في القيام بالتكاليف الالهية واتبعتها مشاكل اخرى.

حول جنة آدم وحواء وهل هي الجنة التي وعد الله بها عباده المؤمنين ام جنة دنيويه اختلف المفسرون، ولكن بما انه لا وجود لشجرة ممنوعة في الجنة الموعودة، وانه لا وجود للاوامر والنواهي والتكليف فيها، حمل العديد من المفسرين يعتقدون بان جنة آدم وحواء هي بستان شبيه بالجنة وهي جنة دنيوية على الكرة الارضية فأخرجا منها لمعصيتهما.

من هذه الآية نتعلم:

  • ان الله اراد للانسان الراحة والرفاهية ولهذا اسكنه جنة، وان الانسان بعصيانه جلب الى نفسه المصاعب والمشاكل.
  • احذر الشهوات وانظر الى طعامك فان اول معصية لآدم كانت في تلبية رغبة بطنه.
  • قبل ان نذكر الامور المحرمة، بداية نوضح السبل المباحة والحلال لتوفير الظروف لتلبيه الرغبات الطبيعية.
  • ان الله سبحانه وتعالى قد نهى عن الاقتراب من الذنب وليس ارتكاب الذنب فحسب، فان الاقتراب من الذنوب له عواقبه السيئة.

 

الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة على امل اللقاء بكم في حلقة قادمة، نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة