بسم الله الرحمن الرحيم اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة، نبدؤها بتلاوة عطرة للآيتين 6و7 من سورة الاعراف، فلننصت خاشعين:
فلنسئلن الذين ............ وما كنا غائبين
تخبرنا هذه الآية ان اصل الجزاء والعقاب انما هو في يوم القيامة حيث يسئل الجميع، المحسنون، والمسيئون والانبياء والمرسلون. لاشك ان الله سبحانه وتعالى يعلم كل شيء ولا تخفى عليه خاضية، ولكنه يسأل الجميع يوم القيامة عندما يحشرون اليه لالقاء الحجة عليهم ولكي يعرف كل ذنوبه قبل ان يعاقب عليها.
وجاء في الاحاديث الشريفة ان الله عزوجل يسأل كل انسان عن النعم التي أنعمها عليه، المادية منها والمعنوية، ابتداءاً من الاعضاء والجوارح والى العمر والشباب والثروة ومروراً بنعمة الهداية والامامة، وعلى كل انسان تحمل مسؤولية اعماله وتصرفاته، وسيسأل الله عزوجل كل فرد على قد النعم التي انعمها عليه.
من هاتين الآيتين نتعلم:
- ان البشر جميعاً يسالون يوم القيامة، وعليهم ان يستعدوا للجواب، فالانبياء والائمة وقادة الامم سيسألون عن ادائهم لوظائفهم من ارشاد وهداية الناس، والناس سيسألون هل اطاعوهم وآمنوا بهم ام لا؟
- الهدف من السؤال يوم القيامة هو الاعتراف والاقرار ويلي ذلك تأنيب المجرمين وتقدير المتقين.
والآن ايها الافاضل لننصت واياكم خاشعين لتلاوة عطرة للآية 9 من سورة الاعراف:
ومن خفت............ يظلمون
هذه الآية والآية التي سبقتها تؤكدان على اهمية كمية الاعمال بالاضافة الى كيفيتها، جاء في هذه الآية انه من خف ميزان اعماله يوم القيامه خسر نفسه، وهل هناك خساره اكبر من خسارة النفس، فقد ذهب عمره هدراً ولن يعود.
فعمر الانسان كقطعة الثلج إن لم تستفد منها تذوب ويضيع ثمنها ويخسر صاحبها، لانه اضاع البضاعة ولم يحصل على فائدة منها.
من هذه الآية نتعلم:
- إن قلّة الاعمال الصالحة خسارة يوم القيامة فما بالك بانعدامها.
- ان الدنيا سوق الثروة فيها هي العمر والربح العمل الصالح والتقصير فيه خسارة.
والآن ايها الاكارم لننصت واياكم خاشعين الى تلاوة عطرة للآية 10 من سورة الاعراف:
ولقد مكناكم ..........زز ما تشكرون
تتحدث هذه الآية عن الامكانيات المتعددة التي سخرها الله للبشر فهم مسؤولون بهذا القدر، فقد سخر لنا عزوجل الارض واعطاهم القدرة على استغلالها كي يتمتعوا في حياتهم، ولكن للاسف قليل منكم الشكور. من الواضح ان شكر النعم الالهية لا يقتصر على اللسان بقول (الحمد لله)، بل ان افضل الشكر هو الاستفادة الصحيحة من الامكانيات التي وفرها الله سبحانه وتعالى لنا بشكل صحيح وشرعي.
كمثال على ذلك، العنب من النعم الالهية للبشر ليستغلوه بشكل صحيح، اما صنع الشراب المسكر منه فهو نوع من التنكر للنعم الالهية، واليد خلقها الله ليد الانسان احتياجاته بواسطتها ويخدم بها الآخرين وليس ليؤذيهم ويظلمهم.
من هذه الآية نستنتج:
والى هنا ايها الاكارم نأتي واياكم الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة. فحتى نلتقيكم في حلقة قادمة من هذا البرنامج نستودعكم الباري تعالى والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.