البث المباشر

تفسير موجز للآيات 48 حتى 50 من سورة المائدة

السبت 1 فبراير 2020 - 13:48 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 168

بسم الله الرحمن الرحيم: اعزائي المستمعين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته واهلاً بكم في حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة مع تفسير مبسط لآيات من كتاب الله العزيز، ونبدء البرنامج بتلاوة عطرة للآية 48 من سورة المائدة.

وانزلنا اليك الكتاب... بما كنتم فيه تختلفون

ان الله قد ارسل الرسل طوال التاريخ بهدف هداية البشرية وانزل عليهم الشرائع والتعاليم التي فيها صلاح البشر ولكن للاسف تعرضت بعض تعاليم الانبياء الى الكتمان او التحريف وحلّت الخرافات والاوهام محل الحقائق والتعاليم الدينية الاصيلة.

الآية التي استمعنا اليها تبين المرتبة السامية للقرآن الكريم وفي نفس الوقت تؤيد اصول الكتب السماوية السابقة له وان القرآن حافظاً وحارساً لهذه الكتب وبالاضافة الى تأييده اصولية اديان وحارساً لهذه الكتب وبالاضافة الى تأييده اصولية اديان الانبياء السابقين فانه يحفظ ويكمّل الكتب السابقة له.

الجزء التالي من الآية يجيب على السؤال التالي، لماذا لم ينزل الله ديناً واحداً وشريعة واحدة لكل الناس على مدى التاريخ كي لا تبرز مثل هذه الاختلافات. تذكر الآية ان الله كان بامكان ان يخلق الناس امة واحدة واتباع شريعة واحدة، ولكن هذا لا يتفق مع المسير التكاملي للبشر بمراحله المختلفة على مرّ التاريخ، لانه بمقتضى التطور الفكري للبشر تتكشف له المزيد من الحقائق وتعرض امامه طرق افضل واكمل لطيّ الحياة بالضبط كالصفوف المتعاقبة في المدرسة حيث يتطور المستوى الدراسي من مستوى علمي الى مستوى اعلى، ويشير آخر الآية الى ان هذا الاختلاف في الشريعة كاختلاف خلقة البشر، مجال للامتحان الالهي لتظهر من خلاله قابليات البشر ويجب ان لا تكون مجالاً للجدل والخصام، بل كل على قدر امكاناته يعمل الصالحات وينافس الآخرين في هذا المجال، وليعلم ان الله يعلم ما يفعل ولا يخفى عليه شيء، من هذه الآية نستنتج:

  • ان القرآن مهيمن على الكتب السماوية التي سبقته كهيمنة الكتب الجامعية على كتب المرحلة المتوسطة فهو يؤيدها ويكملها.
  • الخطر الذي يهدد الحطام عدم تطبيق الاحكام الالهية ارضاءاً للناس ولا هوائهم.
  • احدى وسائل الامتحان الالهي اختلاف الاديان على مرّ التاريخ كي يعرف من يسعى وراء الحق ويقبله ومن يعانده.

 

والآن ايها الافاضل ننصت واياكم خاشعين الى تلاوة الآيتين 49 و50 من سورة المائدة:

وان احكم بينهم.......... حكماً لقوم يوقنون

كما جاء في الروايات التاريخية اذ جماعة من زعماء اليهود جاءوا النبي (ص) وقالوا له: نحن علماء وزعماء اليهود، إن آمنّا فسيؤمن بك كل اليهود ولكن بشرط ان تحكم لنا في ما نختلف به، هذه الآية اعلمت النبي بما اضمره له اليهود وحذّرته من التعامل معهم.

الجزء الثاني من الآية تشير الى خطر ارتكاب الذنوب على حياة الانسان وتقول إن عاقبة الذنوب ان يقسو قلب الانسان بحيث يعرف الحق ولا يتّبعه لحفظ منافعه الشخصية، بل اكثر من ذلك انهم يفضلون منافعهم الشخصية على الحق ولا يقبلون إلاّ ما هو بنفعهم. واشارت الآية كذلك الى مسألة مهمة وهي: إن كنتم تريدون قانوناً للحياة، فمن احسن من الله في تقنين القوانين؟ فهو يعلم جميع اسرار الكون والانسان لا ريب في ذلك – لا يخشى اية قدرة ولا يطمع باموالكم (سبحانه وتعالى).

فلماذا لا تطيعون الله وتتبعون قوانين املتها عليكم اهواءكم واوهاكم.

من هاتين الآيتين نستنتج:

  • عندما يخرج الانسان عن اطار الحق سيحتويه اطار الجاهلية، حتى لو كان عالماً او حاصلاً على اعلى الشهادات، لان العلم الحقيقي إنّما في فهم الحقيقة وقبولها.
  • سيماء الايمان الحقيقي الايمان بالقوانين الالهية، اما اولئك الذين يتبعون القوانين الوضعية فعليهم ان يرتابوا في ايمانهم.
  • احذروا الهجوم الثقافي لاعدائكم، فهم بمؤامراتهم المختلفة يريدون خداع المؤمنين وائمة المسلمين كي يجتذبوا الشباب بطرائف الحيل.
  • ان اعراض الكفار يعود الى فسقهم وفجورهم وليس بسبب نقص او اشكال في العقيدة الاسلامية.

 

الى هنا نأتي الى نهاية هذه الحلقة من برنامج نهج الحياة وبأمل ان نكون من المؤمنين بالقوانين الالهية والمتبعين للحق نستودعكم الله والى لقاء آخر وتفسير آيات اخر من كتاب الله العزيز والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة