البث المباشر

تفسير موجز للآيات 171 حتى 176 من سورة النساء

السبت 1 فبراير 2020 - 08:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 154

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه واشرف بريته سيدنا محمد واله الطاهرين السلام عليكم مستمعينا الكرام واهلاَ بكم في لقاء قرآني جديد، حيث نقدم لكم تفسيراً موجزاً لما بقي من آيات سورة النساء ونبدأ بالآية الحادية والسبعين بعد المئة منها وهي:

يا اهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله الا الحق انما المسيح عيسى بن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه فأمنوا بالله ورسوله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم انما الله اله واحد سبحانه ان يكون له ولد له ما في السموات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا

ان من عقائد النصارى المبتدعة هي المسماة بالتشليث. والتي تدعي ان الله هو الرب الأب وان عيسى (ع) هو الرب الأبن وان روح القدس هو الواسطة بينهما.

ومن وجهة نظر الأسلام فأن هذه العقيدة مرفوضة جملة وتفصيلاً لأنها شرك صريح ليس الا، وعيسى بن مريم (ع) نبي من انبياء الله تعالى وعبد من عبيده ومهما بلغت منزلته لا يمكن ان يرقى الى درجة الربوبية، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.

واذا كان عيسى (ع) قد ولد من دون آب فأن آدم (ع) ولد من دون آب وام فلو صحت مزاعم النصارى لكان آدم (عليه السلام) اقرب للألوهية من عيسى (عليه السلام) لكن الله تعالى واحد احد فرد صمد لم يتخذ صاحبة وانى له الولد وهو الذات المقدسة التي ليس كمثلها شيء.

ونتعلم من هذه الآية المباركة:

  • ان الأفراط في الدين يخرج الأنسان عن دائرته ويأخذ بيده نحو التعصب والغلو وهما مرفوضان 
  • ان انبياء الله تعالى مهما بلغوا من علو المنزلة لا يخرجوا عن دائرة العبودية للباري تعالى.

 

لن يستنكف المسيح ان يكون عبداً لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم الله جيمعا

كانت هذه الأية، الثانية والسبعون بعد المئة من سورة النساء المباركة هذه الآية تؤكد حقيقة ان المسيح (ع) لا يستنكف ان يكون لله عبداً اما اتباعه فقد رفعوه الى درجة الألوهية، الملائكة المقربون أيضاً لا يستنكفون ان يكونوا عبيداً لله. ولنا ان نسأل النصارى اذا كان المسيح (ع) يرى نفسه عبداً لله فلماذا انتم تؤلهونه اليس الغرور والتكبر هما اللذان يقودان الى التعصب وقول غير الحق، نسأل الله تبارك وتعالى ان ينأى بنا عن جادة الأنطرف ويأخذ بايدينا الى طريق الصواب ويرنا الحق فنتبعه والباطل فنجتنبه ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.

 

فأما الذين امنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم اجورهم ويزيدهم من فضله واما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذاباً اليما ولا يجدون لهم من دون الله ولياً ولا نصيرا

يبين هذا النص الشريف ان من اهل الكتاب من هم مؤمنين يقومون بالعمل الصالح وهؤلاء يوفهم الله اجورهم لكن الذين يرفضون قبول الحق فأن لهم في الأخرة عذاب اليم.

ان الأيمان الصحيح يتقدم على العمل والعمل من دون ايمان هو كروقة نقدية من دون غطاء هذا اولاً وثانياً لا ينبغي للأنسان ان يتوقع الشفاعة من لدن الأنبياء وقد خلا قلبه من الأيمان وخلت صحيفة اعماله من العمل الصالح.

 

يا ايها الناس قد جاءكم برهان من ربكم وانزلنا اليكم نوراً مبيناً فاما الذين امنوا واعتصموا فسيدخلهم في رحمة مئه وفضل ويهديهم اليه صراطاً مستقيما

يبين هذا النص الذي يتضمن الأيتين الرابعة والسبعين والخامسة والسبعين بعد المئة من سورة النساء ان الله تعالى اتم حجته على الناس بالأنبياء والرسل (ع) وخاصة خاتمهم وافضلهم سيدنا محمد بن عبدالله (ص) ويوضح لنا هذا النص شمولية الدين الأسلامي الحنيف وانه لكل الأعصار والأمصار.

 

ويقول تعالى في الأية السادسة والسبعين بعد المئة وهي آخر آية في سورة النساء المباركة:

يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرء هلك ليس له ولد وله اخت فلها نصف ما ترك، وهو يرثها ان لم يكن لها وله فأن كانتا اثنين فلهما الثلثان مما ترك وان كانوا اخوة رجالاً ونساءاً فللذكر مثل حظ الأنثيين، يبين الله لكم ان تضلوا والله بكل شىء عظيم

يتحدث هذا النص عن احد احكام الأرث وهو ارث الأخت من الأخ، والله تعالى في احكام شرعه المقدس يأمرنا ان نراعي ما يتعلق من هذه الأحكام بالأرث وحقوق الناس والوصية، وهنا تتضح حقيقة اهتمام الأسلام بالحياة الأقتصادية والأجتماعية للناس.

هكذا انتهينا حضرات المستمعين الأفاضل من تفسير سورة النساء ونسأل الله ان يعيننا لاكمال هذه الرحلة في رحاب القرآن الكتاب السماوي المقدس. امين يا رب العالمين.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة