البث المباشر

تفسير موجز للآيات 133 حتى 136 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 13:14 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 146

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد ولد آدم بنينا محمد واله الهداة المهديين. اسعد الله اوقاتكم بالخير مستمعينا الكرام، هذا لقاء قرآني جديد وتفسير موجز لآيات آخرى من سورة النساء

 

يقول تعالى في الآية الثالثة والثلاثين بعد المئة من هذه السورة المباركة:

ان يشاء يذهبكم ايها الناس ويأت بأخرين وكان الله على ذلك قديرا

في هذه الاية الشريفة اشارة الى عظمة الله تعالى وانه غني عن خلقه فله تعالى ان يذهب بالناس ويأت بأخرين وليس هذا بعسير عليه تعالى فهو العليم القدير، انه على كل شىء قادر وقدير يقل للشىء كن فيكون.

وقد ورد في حديث قدسي عنه جل جلاله: كنت كنزاً مخفياً فاحببت ان اعرف، فخلقت الخلق كي اعرف

وكيف لنا بنو البشر ان يركبنا الغرور وهذه قدرة الله؟ اذن ما اعظم الدرس الذي نتعلمه من هذه الاية المباركة وهو التواضع امام الذات الآلهية السامية والتواضع في الحياة امام الناس

ونتعلم من هذه الاية:

اولاً: ان الله تعالى اذا امهل الكافرين فهذا ناشىء عن رحمة وحكمته عسى ان يرتدعوا ويهتدوا

ثانياً: ان كل ما عندنا هو من الله لقد وهبنا تعالى الحياة ووهبنا الوجود فله المن وله الشكر وله الحمد على ما انعم

 

ويقول تعالى في الاية الرابعة والثلاثين بعد المئة من سورة النساء:

من كان يريد ثواب الدنيا فعند الله ثواب الدنيا والأخرة، وكان الله سميعاً بصيراً

تشير هذه الاية الى جمع من ذوي النظرة الضيقة. انهم يؤمنون بالله لكنهم يريدون لدينا ورفاهها المادي، والبعض من هؤلاء اذا ماركب للحرب كان هدفه جمع الغنائم لا الجهاد في سبيل الله واعلاء كلمته جل شأنه.

ان الله تبارك وتعالى عنده متاع الدنيا ومتاع الآخرة وهو جواد كريم يفيض على عباده من فضله وسعته ونتعلم من هذه الاية:

اولاً: اذا اراد الانسان من عمل الخير الدنيا فأن في هذه خسران لأن الأخرة خير وابقى

ثانياً: الأسلام دين شامل ينشد الواقع والحقيقة ويدعو اتباعه للدنيا والآخرة

اعمل لدنياك كأنك تعيش ابداً

واعمل لآخرتك كانك تموت غداً

هذا ما ينسب الى امام المتقين علي (ع) وقد ورد عن رسول الله (ص) ليس منا من ترك دنياه لآخرته وليس منا من ترك آخرته لدنياه.

 

ويقول تعالى في الآية الخامسة والثلاثين بعد المئة من سورة النساء:

يا ايها الذين امنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على انفسكم او الوالدين والآقربين ان يكن غنياً او فقيراً فالله اولى بهما فلا تتبعوا الهوى ان تعدلوا وان تلوا او تعرضوا فأن الله كان بما تعملون خبيراً

في هذه النص القرآني الشريف دعوة للمؤمنين لرعاية العدل والأنصاف باعتبار ان العدل والانصاف اساس عام وشامل.

وتدعو هذه الاية الى ان يجعل الانسان نصب عينه الخوف من الله تعالى وان يراه دائماً شاهداً عليه ولا يجوز للقاضي اخذ الرشوة او يراعي في حكمه احد طرفي النزاع على حساب تضييع حقوق الطرف الآخر. على ان الأساس في القضاء العادل عدم اتباع هوى النفس ونتعلم من هذه الآية الأمور التالية:

اولاً: العدالة هدف بعثة الأنبياء والرسل (ع) ومن لوازم ايمان اتباعهم.

ثانياً: ينبغي مراعاة العدالة في جميع ابعاد الحياة دون تمييز انسان على آخر حتى دون ترجيح المسلم على غيره من اتباع الديانات الأخرى.

ثالثاً: الناس سواسية امام القانون لا فرق بين ابيضهم واسودهم ولا فرق بين غنيهم وفقيرهم لأنهم كلهم من آدم وآدم من تراب.

رابعاً: الأيمان هو خير ضمان لاجراء العدالة

 

ويقول تعالى في الآية السادسة والثلاثين بعد المئة من سورة النساء:

يا ايها الذين امنوا امنوا بالله ورسوله والكتاب الذي نزل على رسوله، والكتاب الذي انزل من قبل ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالاً بعيداً

من الواضح ان للأيمان درجات ومستويات مختلفةن والله يدعو على الدوام المؤمنين من عبادة الى تكامل ايمانهم ومن شواهد تكميل الأيمان العمل باوامر الله تعالى.

وتشير الآية الى ما قد يكتنف الأنسان المؤمن من اخطار تجعله يفقد ايمانه شيئاً فشيئاً ثم لا يبقى له من الأيمان شيء وبعدما يخبو سراجه في روحه تحل فيها ظلمة الكفر والعياذ بالله. ومن بعد ذلك الضلال نجانا الله منه.

اذن من بعد كل هذا نقول ان على المؤمن ان يعمل دوماً على تكميل ايمانه وزيادة يقينه وليكن دعاؤه على الدوام

ربنا لا تزغ قلوبنا بعد اذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب

 

حضرات المستمعين الأفاضل، هكذا انتهت حلقة اخرى من هذا البرنامج على أمل ان نلتقيكم في حلقة جديدة منه نستودعكم الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة