البث المباشر

تفسير موجز للآيات 110 حتى 114 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 11:23 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 141

بسم الله الرحمن الرحيم والحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد واله الطاهرين، السلام عليكم مستمعينا الكرام، اهلاً بكم في حلقة اخرى وجديدة من هذا البرنامج الذي يأخذنا الى رحاب القرآن المقدسة.

 

نبدأ هذه الحلقة بتلاوة الآية العاشرة بعد المئة من سورة النساء حيث يقول تعالى:

ومن يعمل سوءاً او يظلم نفسه ثم يستغفر الله، يجد الله غفوراً رحيماً

في الحلقة الماضية من هذا البرنامج ذكرنا ان الله تبارك اسمه حذر المؤمنين من كل خيانة او حماية للخائنين وتوعد الخائنين والعاملين معهم بعقاب صارم يوم الجزاء. لكن هذه الاية الكريمة تفتح باب التوبة امام الخاطئين فمن يسىء الى الآخرين او يرتكب اثماً فإنما يظلم بذلك نفسه أولاً فيلزمه التوبه واذا ما توجه من بعد ذلك الى الله تعالى فأن الله غفور رحيم.

وليس المهم ان يكون الأثم من الصغائر او من الكبائر بل المهم التوبة والأستغفار عن المعصية اياً كان نوعها. وما اسعد الأنسان اذا ما طهر قلبه من آثار الذنوب بالتوبة.

ومن الضروري التاكيد هنا على ان الأثم اذا ادى الى ضرر مالي او في النفس، فأن التوبة لوحدها غير كافية ولابد من تعويض الطرف المتضرر باي شكل من الأشكال وتعلمنا هذه الاية ان الأثم هو في الحقيقة ظلم بالنفس، وليس من حق الأنسان ان يضر حتى نفسه والله سبحانه وتعالى لا يقبل التوبة وحسب بل اله بفضل رحمته يحب التوابين ويحب المستغفرين.

 

ويقول تعالى في الايتين الحادية عشرة والثانية عشرة بعد المئة من سورة النساء:

ومن يكسب اثماً فأنما يكسبه على نفسه وكان الله عليماً حكيماً من يكسب خطيئة او اثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً واثماً مبيناً

تؤكد هاتان الأيتان على النتائج السيئة للأثم والمعصية والانسان المذنب وقبل ان يلحق الضرر بالمجتمع والأخرين يضر نفسه ذلك انه وبارتكابه المعصية يلوث فطرته التي كانت نقية ويزيل عن روحه صفاءها وطهارتها. وهذه هي الخسارة الكبرى. وثمة نقطة لابد من التذكير بها هنا وهي ان الظالم يلقى جزاء عمله في الدنيا قبل الآخرة ان اجلاً ام عاجلاً فالله تبارك وتعالى وبحكمته وحلمه يمهل ولا يهمل تبارك ربنا ذو الجلال.والنقطة المهمة الأخرى هنا هي ان من يبرى نفسه من الأثم الذي ارتكبه ويتهم به الآخرين فهو مرتكب لأثم كبير ومضاعف

ويقول تعالى في الآية الثالثة عشرة بعد المئة من سورة النساء:

ولولا فضل الله عليك ورحمته لهمت طائفة منهم ان يضلوك وما يضلون الا انفسهم وما يضرونك من شيء وانزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيماً

جاء في شأن نزول هذه الآية ان جماعة من المشركين جادوا الى النبي (ص) وقالوا له ما مضمونه: نحن نبايعك ونومن بدينك بشرطين الأول ان لا نحطم الأصنام بايدينا والثاني ان نبقى على عبادة العزى وكان صنماً معروفاً لقريش عاماً من الزمن، فنزلت هذه الآية لتخبر النبي (ص). ان هؤلاء المشركين يسعون لخداعه لكن الله اتاه الكتاب والحكمة وعصمه من الأنخداع.

 

ويقول تعالى في الآية الرابعة عشرة بعد المئة من سورة النساء:

لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس ومن يفعل ذلك ابتغاء مرضاة الله فسوف نؤتيه اجراً عظيماً

تبين هذه الاية الشريفة ان الحديث الخفي ليس مطلوباً في كل الحالات وانه لا يأس به اذا كان الأمر سراً او من اجل الانفاق على الآخرين ونتعلم من هذه الآية انه لابد من حفظ ماء وجه الناس في التعاملات الأجتماعية وان قيمة اي عمل في الأتيان به عن نية سليمة واخلاص والأفضل في اعمال الخير الأتيان بها سراً. وقد جسد ائمة العترة الطاهرة هذا المعنى في حياتهم الشريفة فكم من اعمال خير كانوا يقومون بها والناس ما كانوا يعلمون انها صادرة عن هذه الذوات المقدسة.

نسأل الله تبارك وتعالى ان يوفقنا للسير على نهج النبي الكريم واهل بيته الطاهرين والسلام خير ختام.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة