البث المباشر

تفسير موجز للآيات 86 حتى 88 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 08:26 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 135

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين وازكي الصلاة والسلام علي رسول رب العالمين واله العزالميامين، السلام عليكم اخوة الأيمان في هذا اللقاء الجديد الذي يجمعنا في ظلال كتاب الله العزيز.

 

يقول تعالي في الآية السادسة والثمانين من سورة النساء المباركة:

 وأذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها اوردوها، ان الله كان علي كل شيء حسيباً

تتناول هذه الآية الكريمة كما هو واضح موضوع التحية والسلام، وقد اوصي الدين الأسلامي الضيف وحامل لوائه اكرم الخلق بلزوم التحية والسلام ومن الناحية الفقهية فأن السلام مستحب لكن جوابه واجب. غاية الأمرانه واجب كفائي لا عيني فأذا سلم شخص علي جماعة وجب علي احدهم الرد وان رد سقط التكليف عن الآخرين وان لم يردوا أثموا جميعاً.

وقد حث رسول الله (ص) وهوترجمان القرآن علي المبادرة بالتحية والسلام حتي روي عنه (ص) قوله افشوا السلام بينكم وجاء في تاريخ اهل البيت (ع) ان جارية للأمام الثاني السبط الحسن بن علي المجتبي عليه السلام قدمت له باقة من ورد فاعتقها الأمام سلام الله عليه قربة الي الله ولما سئل عن هذا الأمرقال اليس يقول واذا حييتم بتحية فحيوا باحسن منها. ولا ريب ان اهل بيت العصمة عليهم السلام قد جسدوا مفاهيم القرآن السامية باخلاقهم العالية حتي بلغوا الشأن الأعلي في نبل الأخلاق وكرمه صلوات الله وسلامه عليهم.

 

ويقول تعالي في الآية السابعة والثمانين من سورة النساء:

 الله لا اله الا هو ليجمعنكم الي يوم القيامة لا ريب فيه، ومن اصدق من الله حديثاً 

تشيرهذه الآية الكريمة الي مبدأ التوحيد الخالص ووحدانية الله تبارك وتعالي والي المعاد ويوم القيامة اي انها تذكراصلين اساسيين من اصول الدين وهما التوحيد والمعاد ومن لا يؤمن بهذين الأصلين فهوبلا ريب كافر مكانه النار وساءت مصيراً ولا ينبغي علي الأطلاق التشكيك في يوم الجزاء والمعاد فهو واقع لا محالة وهواليوم الذي لا ينفع فيه مال ولا بنون الا من اتي الله بقلب سليم. فالساعة آتية لا ريب فيها وان الله يبعث من في القبور حيث تجزي كل نفس ما عملت ان خيراً فخيروان شراً فشر و ما ربك بظلام للعبيد.

 

ويقول تعالي في الآية الثامنة والثمانين من سورة النساء:

 فما لكم في المنافقين فئتين والله اركسهم بما كسبوا اتريدون ان تهدوا من اضل الله ومن يظلل الله فلن تجد له سبيلا

تبين هذه الآية كما بينت بعض من الآيات السابقة اعمال المنافقين وافكارهم وتشيركذلك الي كيفية تعامل المؤمنين مع هذه الفئة الضالة وتحذرالآية وتقول لهم لا ينبغي ان تتصوروا ان هؤلاء المنافقين معكم. فالأيمان لم يدخل لب المنافق وقلبه علي الأطلاق، وانهم انما يظهرون الأسلام باللسان فقط. لعنهم الله في الدنيا وفي الآخرة واعدلهم جهنم وساءت مصيراً.

ان من علائم الأيمان طاعة الله تعالي شأنه وطاعة رسوله (ص) والمنافقون لا يطيعون الله ولا يطيعون رسوله انهم والعياذ بالله يخادعون الناس وما يخدعون الا انفسهم وما يشعرون في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً.

والمنافقون وقد غاب الأيمان عن قلوبهم لا يهتدون الي الطريق الحق وجادة الصواب ونتعلم من هذه الآية الشريفة ان اعمال الأنسان هي السبب في سقوطه وتهاويه وان الله تبارك وتعالي لا يضل احداً.

انه تبارك اسمه يبين للناس طريق الهدي وطريق الضلال ويأمرهم بالسيرفي طريق الأول والأحتراز من الطريق الثاني ، لكن من امتلأ قلبه بالنفاق وضاق صدره بهذه الصفة الرذيلة كيف له ان يتخذ الي الأيمان سبيلاً؟

وعلينا في التعامل مع المنافقين ان نبتعد عن الــســـذاجة وان لا ننخدع بمظاهرالنفاق التي قد تكون براقة وعلينا ان نبتعد عن مصادقة المنافقين واتخاذهم اخلاء. اذانهم ليسوا مؤهلين لخلة المؤمنين وصداقتهم وصدقهم.

في ختام هذا البرنامج نسأل الله تعالي ان ينأي بنا عن النفاق في الفكروالحديث والعمل ويوفقنا للعمل باحكام دينه واتباع شرعه الأنور انه الكريم المنان والسلام علي عباد الله الصالحين.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة