البث المباشر

تفسير موجز للآيات 58 حتى 59 من سورة النساء

الثلاثاء 28 يناير 2020 - 07:25 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 127

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا ونبينا محمد وعلي اله الطيبين السلام عليكم  حضرات المستمعين واهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج نهج الحياة واول آية نتلوها علي مسامعكم في هذه الحلقة هي الآية الثامنة والخمسين من سورة النساء:

 

أن الله يأمركم ان تؤدوا الامانات الي اهلها واذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ان الله نعما، يعظكم به ان الله كان سميعا بصيرا

خلافاً لما يتصور بعض الناس فأن الدين ليس امراً فردياً وليس علاقة بين الانسان والخالق فحسب بل هو في مفهومه العام والأسلام بشكل خاص يتضمن تعاليم سماوية من اجل سعادة الانسان والمجتمع معاً.

وقد اعتبرالدين الحنيف من لوازم الايمان رعاية العدل وحفظ الامانة في المجتمع وتؤكد الروايات والاحاديث ان لاينظر الانسان الي طول ركوع وسجود الناس بل يتمعن في صدقهم وامانتهم لمعرفة صدق تدينهم ذلك ان خيانة الأمانة دليل النفاق لكن لاينبغي ان يغيب عن الذهن هنا ان للامانة معني واسع وهي ليست حفظ المال فقط بل تشمل العلم والاسرة والعرض وما الي ذلك . لابل ان بعضاً من الأحاديث قد اعتبرت قيادة المجتمع احدي الأمانات الألهية التي لابد ان تصان من خلال تسليمها للاشخاص الصالحين الذين يستحقونها هذا ويمكن القول ان مفتاح سعادة المجتمعات في وجود الحكام العادلين الصالحين فيها . وفي المقابل فأن الكثير من المشاكل الأجتماعية تنشأ عن حكم غير المؤهلين وسلوكياتهم الظالمة .

وتقسم الأمانات الملقاة علي عاتق الأنسان الي ثلاثة انواع:

النوع الأول: امانة بين الأنسان وربه وهي حفظ الاحكام والحدود الالهية.

النوع الثاني: الامانات التي يستودعها فيما بينهم وهذه يجب ردها الي اصحابها دونما نقيصة.

النوع الثالث: الامانات التي بين الانسان وذاته كالعمر والقوة و المقدرة الجسمية والنفسية . ومن وجهة نظر الدين فأن الانسان لايملك حتي نفسه بل ان اعضاءه وجوارحه امانة الله عنده ومن هنا لابد ان يستفيد الانسان من هذه الاعضاء والجوارح علي النحو الذي فيه رضي المالك الحقيقي الله سبحانه وتعالي.

ونتعلم من هذه الآية مايلي:

اولاً: لكل امانة اهلها ولابد ان ترد الي اهلها بأفضل صورة .

ثانياً: اناطة الأمانات الأجتماعية مثل الحكم والقضاء بغير الموهلين لايتفق وروح الأيمان الخالص.

ثالثاً: لابد من اداء الامانة الي صاحبها وان كان كافراً او مشركاً.

رابعاً: العدالة ليست شرطاً في القضاء فقط بل في كل تحكيم اجتماعي.

خامساً: لابد من رعاية العدالة في حفظ الامانة.

 

ويقول تعالي في الاية التاسعة والخمسين من سورة النساء:

ياأيها الذين امنوا اطيعوا الله واطيعوا الرسول واولي الامر منكم . فأن تنازعتم في شئ فردوه الي الله والرسول ان كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير واحسن تأويلاً 

تأمر هذه الآية باطاعة الله واطاعة الرسول واطاعة اولياء الامور اي الحكام العدول الذين بيدهم زمام امور المجتمع . وهذه الطاعة من لوازم الأيمان بالله وباليوم الآخر وجاء في الروايات ان رسول الله ص لما توجه بجيش المسلمين الي غزوة تبوك . استخلف علي المدينة آخاه ووصيه الامام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه . وقال له (ص) قولته المشهورة أنت مني بمنزلة هارون من موسي الا انه لانبي بعدي  فنزلت هذه الآية لتأمر بطاعته عليه السلام لكونه من اولي الامر فامير المؤمنين عليه السلام والائمة المعصومين الأحد عشرة من ذريته هم المصداق الأوحد لاولي الامر لأن قرنت طاعتهم بطاعة الله ورسوله بصورة مطلقة وهذا مالايكون الا للمعصوم وكما ان طاعة الله واجبة فأن طاعة الرسول واجبة وطاعة

الأمام المعصوم (ع) واجبة كذلك.

ونتعلم من هذه الأية مايلي:

اولاً: طاعة النبي واولي الامر مطلقة مما يدل علي عصمة الأنبياء و الائمة (ع ).

ثانياً: للنبي(ص)منصبان الأول بيان الأحكام والثاني الحكومة بين الناس.

ثالثاً: علي الناس ان يقبلوا النظام الاسلامي ويتبعوا قيادة الحاكم العادل.

رابعاً: افضل طريق لحل الخلافات بين المذاهب الأسلامية الرجوع الي كتاب الله وسنة رسوله (ص) فهما محل الوفاق بين المسلمين جميعاً.

نسأل الله ان يوفقنا لحفظ اماناته واطاعة اوليائه ورسله انه مجيب الدعاء والسلام خير ختام.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة