البث المباشر

تفسير موجز للأيات 38 حتى 43 من سورة آل عمران

الأحد 26 يناير 2020 - 12:37 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- نهج الحياة: الحلقة 81

بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله حمد الشاكرين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الهداة المهديين السلام عليكم مستمعينا الاكارم ، ها نحن واياكم في رحاب مضيئة هي رحاب القرآن الكريم وتفسير موجز لاياته المباركات.

 

يقول تعالي في الايتين الثامنة والثلاثين والتاسعة والثلاثين من سورة آل عمران:

هنالك دعا زكريا ربه قال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة انك سميع الدعاء / فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب ان الله يبشرك بيحيي مصدقا بكلمة من الله وسيدا وحصورا ونبيا من الصالحين صدق الله العلي العظيم

كما ذكرنا في الحلقة الماضية من هذا البرنامج فأن مريم بنت عمران قد نذرتها امها لخدمة بيت المقدس وكانت هذه السيدة الكريمة تقضي وقتها في عبادة الله تعالي، حتي انها من كثراستغراقها في العبادة كانت تنسي الأكل والشرب. وكلما كان زكريا (ع) وقد تكفل رعايتها يدخل عليها محراب العبادة يجد عندها غذاءاً ربانياً وقوتاً سماوياً. ولما رأي زكريا من مريم كل هذا، سأل ربه ان يهبه ولداً كما وهب زوجة عمران، واستجاب الله تعالي دعاء هذا النبي، فبينا كان في المحراب يعبد ربه

نزلت عليه الملائكة تبشره بأن الله سيهبه غلاماً اسمه يحيي له هذه الصفات:

اولاً: الأيمان بنبي زمانه عيسي بن مريم (ع) وان كان هواكبرمن عيسي سناً واشهربين الناس بالزهد والتوكل، وهذا ما جعل الناس يؤمنون في حينهِ بنبوة المسيح (ع)

ثانياً: انه سيدالناس في عصره لحسن اخلاقه وطيب عمله

ثالثاً: انه كان بعيداً عن اهواء النفس وشهواتها.

وبعد كل هذا فقد اختارالله تعالي يحيي نبياً وجعله من الصالحين المصلحين.

وما يمكن ان نتعلمه هنا ان قيمة الأبناء بطهارتهم ونزاهتهم لا بجنسيتهم اي كونهم ذكوراً ام اناثاً، فقد وهب الله عمراناً انثي هي مريم ووهب زكريا يحيي وهوذكر وكلاهما من الصالحين.

ويقول تعالي في الآيتين الأربعين والحادية والأربعين من سورة آل عمران:

[ قال رب اني يكون لي غلام وقد بلغني الكبروامرأتي عاقرقال كذلك الله يفعل ما يشاء/ قال رب اجعل لي آية قال آيتك الا تكلم الناس ثلاثة ايام الا رمزاً واذكرربك كثيراً وسبح بالعشي والأبكار] صدق الله العلي العظيم

زكريا (ع) قد طلب من الله ان يهبه ولداً. لكنه تعجب عند ما بشرته الملائكة بيحيي لانه (ع) كان قد بلغ الكبروزوجته هي الأخري كبرت وكانت في شبابها عاقراً. ومن هنا طلب من الله ان يجعل له آية حتي يصدقه الناس ولا يرمونه بالفاحشة لا قدرالله علي ان من الطبيعي لدي كل انسان عند ما يواجه امراً خلاف قوانين الطبيعة ان يتعجب ويستغرق في التفكير، انه يريــــد الدليل وان قبل بالأمرعقلاً وآمن به قلباً، فأذا رأت عينه الدليل مضي عنه التعجب نعم طلب زكريا من ربه آية وهنا حصلت المعجزة الآلهية حيث لم يستطع هذا العبد الصـــالح الكلام ثلاثة ايام، كان يحدث ويجيب الآخرين بلغة الأشارة وتحريك الشفاة بيد ان لسانه حين ذكرالله كان ينطلق بالحمد والتسبيح في العشي والأبكار كما هو منطوق الآية المباركة.

ونتعلم من هذه الآية ان ارادة الله تعالي هي ألأسمي انه تعالي فعال لما يريد اذا قضي امراً يقول له كن فيكون. طبقاً لقوانين الطبيعة فأن الأنجاب امرغيرميسرمع تمادي العمر و وجود العقم بيد ان هذا القانون يتوقف بفعل الأرادة الربانية، فنري زكريا قد وهب الله علي الكبرغلاماً وان كانت امرأته في شبابها عاقراً. انها ارادة الله تباركت اسماؤه وجلت عظمته.

ويقول تعالي في الآيتين الثانية والأربعين والثالثة والأربعين من سورة آل عمران المباركة.

 واذ قالت الملائكة يا مريم ان الله اصطفاك وطهرك واصطفاك علي نساء العالمين، يا مريم اقنتي لربك واسجدي واركعي مع الراكعين

ان عصمة مريم وطهارتها وصلواتها وعباداتها الخالصة لوجه الله الكريم، جعلت الرب الجليل يصطفي وينزلها المنزلة الراقية ويصطفيها علي نساء العالمين.

كانت مريم (ع) في مكانة كبيرة وعلياء حتي ان الملائكة كانت تحدثها وتبشرها وكيف لا تكون لها هذه المكانة وهي والدة المسيح روح الله وكلمته التي القاها الي هذه:

السيدة البتول / حسب التعبيرالقرآني/ لكن ينبغي ان نذكر هنا هذه النقطة وهي ان الله قد اصطفي مريم (ع) علي نساء زمانها وان سيدة نساء العالمين هي الحوراء الأنسية وبضعة المصطفي فاطمة الزهراء سلام الله عليها. ثم هناك احاديث مروية يستفاد منها ان فاطمة الزهراء (س) ومريم العذراء (ع) وخديجة (س) وآسية بنت مزاحم هن سيدات اهل الجنة.

ومن هذا النص الألهي نستفيد مايلي:

اولاً: اختيارالله ليس عبثياً لا قدرالله انه تعالي يختارمن يستحق الأختيار

ثانياً: الملائكة تحدث غيرالرسل والأنبياء (ع) لكن بشرط ان تتواجد في المحدث [ بضم الحاء] الجدارة

ثالثاً: مشاركة المرأة في الصلاة جماعة امرمندوب لكن بشرط ان تكون المشاركة مشاركة مريمية.

نسأل الله تعالي ان يجعلنا وذرياتنا من الصالحين وان يوفقنا لعبادته باخلاص انه سميع الدعاء.

حضرات المستمعين الأفاضل، حتي لقاء جديد نتمني لكم اطيب الأوقات مقرونة بالتهجد والذكروالحمد لله رب العالمين والسلام عليكم.

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة