بسم الله الرحمن الرحيم ..الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين و السلام عليكم مستمعينا الافاضل و رحمة الله تعالى وبركاته …اهلا و مرحبا بكم في هذا اللقاء و وقفة استلهامية من الايات السابعة والستين بعد المئة الى الحادية والسبعين بعد المئة من سورة البقرة المباركة حيث سنستمع اليها بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
اعزائنا المستمعين نبدأ بالاية السابعة و الستين بعد المئة من سورة البقرة المباركة حيث يقول تعالى:
مستمعينا الكرام في الحلقة الماضية من هذا البرنامج عرفنا القران الكريم ان المجرمين حينما يرون عذاب الله فان قادة الكفر يتبرؤون من اتباعهم ذلك ان الحب الذي يقوم على اساس الاهواء و الاماني الباطلة يتحول يوم القيامة الى حقد و تنفر . و تقول هذه الاية ان اهل النار يطلبون من الله تعالى ان يعيديهم كرة اخرى الى الدنيا كي يتبرؤوا من قادتهم لانهم لا يجنون يومذاك من اعمالهم الا الحسرة و الندم و لات حين من ندم .
يقول تعالى في الاية الثامنة و الستين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع الحاجة الى الغذاء هي من الحاجات الاساسية عند كل البشر بل في جميع انواع الكائنات الحية لكن هذا الامر كالامور الاخرى في الحياة قد يكون عرضة للافراط و التفريط و الاكثار و التقدير.. فالبعض يتناولون من الاغذية و الاشربة ما يشبع رغباتهم دونما وازع من عقل او شرع . و في المقابل نرى من يحجم عن الطعام و الشراب من دون دليل منطقي و هو يتصور انه في هذا انما يواجه هوى النفس و مبتغياتها . ان الدين الاسلامي الحنيف باعتباره دينا جامعا قد وضع لشؤون الحياة المختلفة في كل زمان و مكان القوانين اللازمة و الاحكام …و من هذه الاحكام ما يتعلق بالمأكلو المشرب لقد حلل الاسلام ما هو مفيد للجسم و الروح و حرم ما هو ضار لهما و في المقابل لا يسمح للانسان ان يحلل ما حرم الله و يحرم ما حلل جلت عظمته …لان هذا من عمل الشيطان الذي اوقع في شباكه ادم و حواء حين وسوس لهما بالاكل من الشجرة الممنوعة كما ورد ذلك في القران الكريم و في ايات سابقة مرت علينا في سورة البقرة التي نستمع بعد فاصل قصير الى الاية رقم مئة و تسعة و ستين منها.
نعم مستمعينا الكرام اما الان فلنستمع الى قوله تعالى في الاية التاسعة و الستين بعد المئة من سورة البقرة المباركة.
مستمعينا الكرام في الاية السابقة وردت اشارة الى ان الشيطان هوعدو الانسان … و في هذه الاية يذكر الباري علائم هذه العداوة وهي ان الشيطان يدعو الانسان على الدوام للفاحشة و السوء و ما نتيجة ذلك الا الشقاء … و ليس للشيطان سلطة على الانسان بالكامل بحيث يسلبه اختياره بل ان الشيطان يوسوس للانسان و يكون نفوذ الشيطان اكثر على الانسان كلما ضعف ايمانه و اذا ما ازداد ايمانه قل نفوذ الشيطان عليه. الشيطان يدعو الى المعصية و الاثم و يعلم الانسان طريق تبرير ذلك.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة.
يقول تعالى في الاية السبعين بعد المئة من سورة البقرة:
ان حفظ تراث الماضين من الاباء و الاجداد امر له قيمة اذا كان قائما على اساس العقل و المنطق السليم و الفكر النير و الوحي الالهي… اما الخرافة فلا قيمة لها حتى و ان ورثناها على الاسلاف جيلا بعد جيل …و من اساليب الشيطان في التسلط على الانسان دعواته لتقليد ابائه تقليدا اعمى و من دون تعقل و بصيرة. فالانسان هنا يمضي على سنن الماضين الخاطئة دونما تدبر و تمحيص و هذا العمل يرفضه العقل و الدين معاً.
مستمعينا الكرام يقول تعالى في الاية الحادية و السبعين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع في هذه الاية اشارة الى ان الكفار الذين يقلدون ابائهم تقليدا اعمى ليس لهم فكر صائب يأخذ بأيديهم الى حيث منهل الحقيقة … انهم يصمون اذانهم و انهم يغلقون اعينهم عن الحقيقة. لكن ايها الاكارم فيما مر علينا من ايات دروس و عبر نذكر هنا بعضا منها على سبيل الاشارة و التنويه:
اولا: للانسان ان يطعم نفسه و يشرب مما رزقه الله تعالى حلالا طيبا دون ان يكون اسيرا للشهوات.
ثانيا: كل من يدع الانسان الى السوء و الاثم و الفحشاء هو شيطان حتى و ان كان في سورة انسان.
ثالثا: اتباع سنن الماضين وعاداتهم و تقاليدهم انما يكون امرا مطلوبا في لو كانت على اساس العلم والعقل.
ورابعا: قيمة الانسان بعقله و فكره و هما ما يميزانه عن الحيوانات.
اللهم لا تكلنا الى هواى انفسنا طرفة عين ابدا وقنا وساوس الشيطان و تفضل علينا بصالح العقل وصائب الفكر كي نسلك سبيلك لأنه سبيل الرشاد.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى برنامج نهج الحياة نشكركم على حسن المتابعة و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني: [email protected]
حتى لقاء قراني اخر نستودعكم الله و السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته.