بسم الله الرحمن الرحيم ..الصلاة و السلام على نبينا محمد و اله الطيبين الطاهرين .. السلام عليكم مستمعينا الكرام و رحمة الله و بركاته هذا لقاء جديد يجمعنا و اياكم في رحاب القران الكريم و تفسير الموجز للايات من الثامنة والخمسين بعد المئة حتى الثانية الستين بعد المئة من سورة البقرة و دائما بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
يقول تبارك و تعالى في الاية الثامنة و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة الشريفة:
مستمعينا الكرام : مراسيم الحج او لنقل فريضة الحج الى بيت الله الحرام كانت منذ عهد النبي ابراهيم عليه السلام كما يستفاد ذلك من ايات الذكر الحكيم و مصادر التشريع الاخرى لكن على طول الزمن خلط الجاهلون و المشركون مع هذه المناسك المقدسة الكثير من الخرافات .. و جاء الاسلام ليحفظ هذه العبادة الكبرى و يصونها و ينقيها مما علق بها من شرك الجاهلية و وثنيتها . و من بين مناسك الحج و بعد طواف البيت و السعي بين الصفا و المروة وهما جبلان يقعان بالقرب من المسجد الحرام …عبدة الاصنام كانوا قد نصبوا فوق هذين الجبلين اصناما و كانوا حين السعي يطوفون من حولها .. و في صدر الدعوة الاسلامية كان المسلمون يكرهون السعي بين الصفا و المروة لوجود الاوثان عليها لكن نزول هذه الاية المباركة حث المسلمين على اداء واجب السعي حيث اعتبر القران الكريم الصفا و المروة من شعائر الله و ذكر واضع اسس الحج الخليل عليه السلام ..في الازمنة الخوالي قدم الى ارض المشاعر المقدسة النبي ابراهيم عليه السلام و ولده اسماعيل ..استودع الخليل عليه السلام زوجه و ابنه الله تعالى في الارض المقدسة و كانت والدة اسماعيل تبحث عن الماء لولدها بين الصفا و المروة .. من تحت اصابع اسماعيل الرضيع فاضت عينماء هي زمزم …لقد اصبح سعي زوجة خليل نموذجا لسعي المسلمين و احدى فرائض الحج و العمرة و بهذا السعي دروس الشكر و الثناء للمنعم الكبير رب العالمين.
اما الان مستمعينا الكرام فلنصغي الى الاية التاسعة و الخمسين بعد المئة من سورة البقرة:
نعم عزيزي المستمع ان اسم الموصول( الذين ) في هذه الاية يعود لعلماء اليهود و النصارى الذين رأوا علائم رسول الخاتم محمد صلى الله عليه و اله في اسفارهم و كتبهم و مع ذلك كتموها و ضيعوا مساعي سائر الانبياء و الرسل عليهم السلام في الدعوة الى الحق و التوحيد الالهي . ان كتمان الحق امر مذموم سواء من العالم او الجاهل و من هنا فان الباري يلعن من يكتمون الحق لانه ظلم بحق الناس و الانبياء و الرسل عليهم السلام. لكن حيث ان باب التوبة الالهية مفتوح على الدوام فان الله تعالى يستثني من العقاب من تاب حيث يقول تباركت اسماؤه في الاية التالية الاية رقم مئة و ستين من سورة البقرة:
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ما زلتم تستمعون الى برنامج نهج الحياة … يقول تعالى في الايتين الحادية و الستين بعد المئة و الثانية و الستين بعد المئة من سورة البقرة:
لقد ذكرنا اعزائنا المستمعين ان باب التوبة مفتوح على الدوام لكنه ينغلق قبل الموت بقليل فاذا ظهرت علائم الموت فلا توبة تقبل ولا فائدة منها…. وكان فرعون قد تاب و هو على وشك الغرق فلم تفده توبته …و من هنا فان احد ادعية الانبياء عليهم السلام :
اللهم امتنا مسلمين… فالموت في حال الكفر داء لا دواء له.
اللهم نور قلوبنا بنور الاسلام و الايمان و امتنا على الشرعة المحمدية السمحاء على هذا نموت و نحيى ان شاء الله.
و في ما مر علينا من ايات بينات دروس و عبر اليكموها اعزائي المستمعين في النقاط التالية:
اولا: لابد من تطهير المساجد من الخرافات و البدع و لا بد من احياء السبيل و النهج الصحيح للعبادة.
ثانيا: لابد من احترام المشاعر المقدسة لان فيها ظهور الرحمة و القدرة و المعجزة الالهية.
ثالثا: عدم كتمان الحقيقة فالله سبحانه و تعالى اودع في الفطرة الانسانية الرغبة في تقصي الحقيقة و طلب الحق.
رابعا: باب التوبة مفتوح ما دام الانسان حيّا فاذا اقترب الموت فان الانسان في تلك اللحظات لابد ان يكون على دين الله.
وخامسا: المهم عاقبة الامور و هذه العقبة نتاج عملنا على مدى العمر. اللهم ارنا الحق لنعرفه و ارنا الباطل لنجتنبه واجعل عاقبة امورنا الى خير يا من بيده ملكوت السماوات و الارض و هو على كل شئ قدير.
مستمعينا الكرام من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران استمعتم الى حلقة اخرى من برنامج نهج الحياة.
نشكركم على حسن متابعتكم و نحن بانتظار انتقاداتكم و اقتراحاتكم حول البرنامج على بريدنا الالكتروني:
[email protected]
دمتم سالمين و في امان الله.