بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد صلى الله عليه و آله و على آله الطاهرين … حضرات المستمعين الاكارم السلام عليكم و اهلا بكم في حلقة اخرى من هذا البرنامج وتفسير موجز للآيات من الثمانين حتى الرابعة والثمانين من سورة البقرة.
لننصت خاشعين الى الآية الثمانين من سورة البقرة بصوت القارئ الاستاذ برهيزكار:
مستمعينا الكرام في الحلقة الماضية من هذا البرنامج قلنا ان عوام اليهود الذين لا علم لهم بالكتب السماوية كانوا يتصورون انهم مقربون الى الله و ان العنصر اليهودي فوق سائر الاعراق و تأتي هذه الآية لتبين خطأ في العقيدة اليهودية و انما يقوله اليهود انما هو افتراء على الله و بهتان فالله تبارك و تعالى خلق الناس على سواء و انه عزوجل لا يميز بينهم في ثواب او عقاب و بشكل عام فإن تفضيل قومٍ على آخرين على اساس العرق و العنصر امرٌ مرفوض لأنه لا يتفق و المنطق الصحيح و ان ما يميز بين انسان و اخر هو التقوى والعمل الصالح وهما المعيار الذي تقاس على اساسه الاعمال يوم القيامة و الجزاء.
اما الآن مستمعينا الكرام فلنستمع الى الآيتين الحادية والثمانين والثانية والثمانين من سورة البقرة حيث يقول جلت عظمته:
نعم مستمعينا الكرام الآية السابقة اشارت الى أمنية كانت تراود اليهود من انّ نار جهنّم لن تمسهم الا ايامٍ معدودات… تأتي هاتان الآيتان لتحددا معايير العقاب و الثواب في يوم الحساب فمن يرتكب المعصية يجازى عليها و اذا اصر على ارتكاب المعاصي يكون في النار خالداً و لا يوجد
اختلافا في هذا بين الناس من اليهود كانوا ام من غيرهم.
كما ان الشرط الى دخول جنّات النعيم الايمان والعمل الصالح فالايمان بمفرده لا يكفي وكذلك العمل لا يكون صالحاً من دون ايمان فلا يكون سبباً لدخول الجنة.
ويقول تعالى في الآية الثالثة والثمانين من سورة البقرة:
مستمعينا الكرام تقدمت في الحلقات الماضية من هذا البرنامج اشارة الى العهد الذي اخذه الله من بني اسرائيل و يأتي القرآن الكريم في هذه الآية و التي تليها الى بيان ما تضمنه ذلك العهد من امور و لم يفي بنو اسرائيل بكل ما عاهدوا الله عليه فكان ان حاق بهم غضب الله …و لا بد من القول هنا ان الوعود الالهية التي يبلغ انبياء الله عليهم السلام للبشر تطابق العقل و الفطرة السليمة لأن الله سبحانه و تعالى اودع هذه القيم الدينية في الذات الانسانية… ان اساس رسالة جميع الانبياء الرسل عليهم السلام يقوم على عقيدة التوحيد و ان اعمال الانسان انما تقبل اذا كانت على هذا الاساس الراسخ لتقود نحو السعادة في الدارين. و من بعد عبادة الله تعالى تأتي طاعة الوالدين والاحسان لهما والى جانب هذا صلة الرحم و عمل الخير للناس.
ويقول تعالى في الآية الرابعة والثمانين من سورة البقرة:
تأتي هذه الآية الكريمة اعزائي المستمعين لتبين ان الله اخذ عهداً من بني اسرائيل بعدم سفك الدماء و توفير الأمن و الاستقرار فهما من الحاجات الاولية في المجتمع ..و ليس حرمة سفك الدم في بني اسرائيل فحسب بل ان القتل حرام في كل الشرائع و الاديان و القوانين و من قتل عمداً فجزاءه في الدنيا القصاص و في الآخرة عذاب جهنّم فيها خالد.
والى الدروس والعبر التي نستقيها من هذه الآيات البينات:
اولا: التمييز العنصري حرام و الناس سواء امام الله ولا فضل لاحدٍ على احد الّا بالتقوى.
ثانيا: المعيار في الثواب و العقاب الايمان و الكفر.
ثالثا: ثمة امور وواجبات توصل الى السعادة هي التوحيد و بر الوالدين وايتاء ذي القربى و اليتامى و المساكين وقول الحق واقامة الصلاة واداء الزكاة واحترام النفوس والابتعاد عن سفك الدماء. جعلنا الله و اياكم من الذين يوفون بعهد الله ويتبعون شرعه الانور.
وحتى لقاء جديد من برنامج نهج الحياة و الذي يأتيكم دائما من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران نترككم في رعاية الله وحفظه و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.