بسم الله وله الحمد والمجد لا اله الا هو سبحانه رب العالمين والصاة والسلام على خير النبيين المصطفى محمد وآله الطيبين الطاهرين.
السلام عليكم الافاضل ورحمة الله اهلاً بكم في خامس حلقات هذا البرنامج نخصصها للحديث عن بركات تعظيم وزيارة قبر نبي الرحمة وقائد البركة سيد الخلائق محمد (صلى الله عليه وآله).
روى الشيخ الكليني (رحمه الله) في كتاب الكافي بسنده عن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال في رد من أخبره أن يكره الصلاة في بعض المساجد لإنزعاجه من أهلها، قال: «لا تكره، فما من مسجد بني الا على قبر نبي او وصي نبي قُتل فاصاب تلك البقعة رشة من دمه فأحب الله ان يذكر فيها فأد فيها الفريضة فيها لافريضة والنوافل وأقض فيها ما فاتك».
وكما تلاحظون الافاضل، فان إمامنا الصادق (عليه السلام) يخبرنا بان الله جلت حكمته قد كرّم أنبياءه وأولياءه حتى بعد مماتهم بأن جعل قبورهم مشاهد مشرفة تحتضنها بيوته في الارض،محبة منه أن يذكر فيها ويتعبد له فيها.
وهو عزوجل الغني عن العباد، فلابد ان يكون في ذلك مصلحة عباده، بمعنى أن تعبدهم له عزوجل في هذه البقاع يكون انفع له وأقرب من القبول.
وهذا الحال يصدق مع قبر نبي أو وصي فكيف الحال مع قبر سيد الانبياء والمرسلين وصفوة الاولياء والمنتجبين الهادي المختار حبيب اله العالمين (صلى الله عليه وآله)؟!
وها نحن نقرأ لكم احباءنا طائفة من الاحاديث الشريفة المروية في المصادر المعتبرة التي تصرح بأن زيارة قبر النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) من أعظم القربات الى الله عزوجل بل وإنها من اوضح مصاديق الوفاء له ومن أظهر حقوقه على امته (صلى الله عليه وآله)، وانها مشتملة على خير الدنيا والآخرة للزائر نفسه.
ففي كتاب التهذيب عن الصادق (عليه السلام) قال: بينما الحسين بن علي (عليه السلام) قاعد في حجر رسول الله (صلى الله عليه وآله) ذات يوم إذ رفع رأسه فقال له: يا ابه ... ما لمن أتاك بعد وفاتك زائراً لا يريد الا زيارتك؟
فقال (صلى الله عليه وآله): يا بني من أتاني بعد وفاتي لا يريد الا زيارتي فله الجنة.
وقال (صلى الله عليه وآله): من زارني في حياتي وبعد موتي كان في جواري يوم القيامة، وقال: من أتى مكة حاجاً ولم يزني الى المدينة جفوته يوم القيامة ومن أتاني زائراً وجبت له شفاعتي.
وفي حديث أمير المؤمنين (عليه السلام) المروي في كتاب الخصال قال: ألمّوا برسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا خرجتم الى بيت الله الحرام فإن تركه جفاء وبذلك أمرتم وألموا بالقبور التي ألزمكم الله حقها وزيارتها وإطلبوا الرزق عندها.
وفي كتاب كامل الزيارات عن الصادق (عليه السلام) قال: إن زيارة قبر رسول الله تعدل حجة مبرورة معه (صلى الله عليه وآله).
وقال مولانا الامام الرضا (عليه السلام) كما في كتاب التوحيد: ان الله فضّل نبيه محمد )صلى الله عليه وآله) على جميع خلقه من النبيين والملائكة وجعل طاعته طاعته ومتابعته متابعته وزيارته في الدنيا والآخرة زيارته.
وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): من زارني في حياتي او بعد موتي فقد زار الله.
وأخيراً روي في الكافي مسنداً عن يحيى بن يسار أنه وجماعة من المؤمنين مروا بالامام الصادق (عليه السلام) بعد الحج فاستقبلهم قائلاً: حاج بيت الله وزوار قبر نبيه (صلى الله عليه وآله) وشيعة آل محمد هنيئاً لكم.
وقد وردت في المجاميع الحديثية المعتبرة كثير من الاحاديث الشريفة المبينة لعظمة ثواب إعمار قبر النبي الاكرم (صلى الله عليه وآله) وسائر ائمة الهدى (عليهم السلام) فهذا العمل من المصاديق البارزة لتعظيم شعائر الله عزوجل.
كما ان زيارة قبره (صلى الله عليه وآله) هي من مصاديق الهجرة الى الله ورسوله المستمرة الى يوم القيامة فقد روي عنه (صلى الله عليه وآله) في كامل الزيارات انه قال: من زار قبري بعد موتي كان كمن هاجر اليّ في حياتي، فإن لم تستطيعوا فبعثوا الي بالسلام فإنه يبلغني.
ولنختم اللقاء حديثنا أحباءنا بالكرامة التالية رواها الشيخ الطوسي في أماليه حيث روي انه حُفر عند قبر النبي (صلى الله عليه وآله) عند رأسه وعند رجليه أوّل ما حضر، فأخرج مسك أذفر لم يشكو فيه وهو أرقى أنواع الطيب.
نشكر أحباءنا طيب المتابعة لهذ الحلقة من برنامج مراقد ومشاهد إستمعتم اليها من اذاعة طهران، الى لقاء آخر نستودعكم الله بكل خير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.