بسم الله والحمد لله الذي جعلنا من أمة حبيبه سيدنا السراج المنير محمد الأمين ومن شيعة أهل بيته الطاهرين صلوات الله عليه وعليهم أجمعين.
السلام عليكم أيها الإخوة والأخوات ورحمة الله وبركات وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج.
أيها الأطائب، نخصص لقاء اليوم لمقطوعات رائعة من الأدب العالمي في مدح الإسلام ونبيه الأكرم – صلى الله عليه وآله – تفجرت بها قريحة أديبة مبدعة جذبتها قيم الإسلام العليا وخلق نبيه العظيم وما سمعته عن الزعيم الهندي غاندي الذي تعلم من الحسين – عليه السلام – كيف يكون مظلوماً فينتصر، فانتقلت من الديانة البوذية الى رحاب الدين الحق.
نعتمد في ترجمتها وترجمة مقطوعاتها الشعرية على المقالة القيمة التي كتبها الدكتور حسن جعفر نور الدين تحت عنوان (كمالا ثريا من البوذية الى الإسلام) ونشرتها محلة (رسالة النجف) اللبنانية على موقعها الإلكتروني، تابعونا مشكورين.
مستمعينا الأفاضل، ولدت الشاعرة والأديبة العالمية (كمالا ثريا) في الهند سنة ۱۹۳٤ ميلادية وبرعت في إنشاء الشعر وكتابة القصة بأسلوب متميز بالصدق والعفوية وبدفاعها عن الفقراء وحقوقهم، وقد نشرت بعد إسلامها ديواناً تحت عنوان (بالله يا محمد) ترجمت عدة من قصائده الى الإنكليزية وترجم ثلاثاً منها الى العربية الأديب الإماراتي شهاب غانم، عمدت هذه الأديبة المبدعة التي أصبح إسمها (كمالا ثريا) بعد أن كان (كمالا داس) الى مدح عقيدة التوحيد الإسلامية بأسلوب أدبي رفيع فتقول وهي تخاطب الله عزوجل:
تمحو حدود الأرض والأبعاد
فلا تحدك الديار والجبال والمهاد
لكنني أحويك في قرارة الفؤاد
فهل فؤاد المرء عالم بلا حدود
يا رب يا من أنت وحدك المعبود
يا أيها الذي ليس له حدود
يا رب، يا الله، يا معبود
فلا قشور الدين أو أصدافه قيود
إذ أنت غاية الغايات في الوجود
وهكذا أسعى الى ضيائك المديد
وظلك الظليل والممدود
كيما أنال السعد والصفاء
وأغمض العينين في هناء
وتصور الأديبة الهندية (كمالا ثريا) ببلاغة نفوذ عقيدة توحيد الله وحبه عزوجل في القلب وهي تقول مخاطبة نفسها:
لست وحيدة يا ثريا
إن حب الله العميق مثل نور القمر الناعم
أنت وحدك تسمعين قوافي الألحان الصامته
مثلما البحار عند جزر التيار
لقد أغمي عليك عند الباب
وأنت تجاهدين لترتقي تلك الدرجات الشاهقة
بأقدامك الدامية الناعمه
بحثاً عن رضى الحافظ الذي ليس كمثله شيء
بهذه الروحية العالية تعيش كمالا حياتها الدينية المفعمة بالنبل والطاعة، لقد فتح الله قلبها وعينيها وروحها فرأت ما لا يراه الكثيرون، وهي في قمة التجلي تخاطب نبي الرحمة محمداً بن عبدالله، ناشرة فيض قلبها المضمخ بعطر الحضرة الإلهية، عبر قصيدة محمدية عذبة عنوانها (يا محمد)، تقول فيها:
ليبهر الليالي الحالكات في جزيرة العرب
يا آخر الرسل، يا من حملت راية الجهاد للحق
والإخلاص والأمل
نسمع عن ضياء وجهك المبين
يا من تجله الأجيال والقرون
إنا نعد هاهنا لأجلك الباقات
ناضرة بالحب والدعاء والصلاة
وتختم الشاعرة مديحتها النبوية بالإشارة الى أن الرسول هبط على الناس رحمة وبركة كالمطر الغزير، لتبقى رسالته وتعاليمه وقرآنه، كالذهب كامناً في كل حبة من الرمال:
أتيت فجأة كالمطر الهطال
وقد توقف الهطول منذ تلكم الحقب
لكنما تبقى له ذكرى من الذهب
في كل حبة من الرمال
كانت هذه مستمعينا الأفاضل ترجمة لمقطوعات في مدح نبي الإسلام الأكرم – صلى الله عليه وآله – أنشأتها بعد اعتناقها الإسلام الأديبة الهندية المبدعة (كمالا ثريا) أو (كما لاداس) كما كان إسمها عندما كانت على الديانة البوذية، وقد اخترناها من مقالة قيمة عنها للدكتور حسن جعفر نورالدين نشرتها دورية رسالة النجف.
لكم أطيب الشكر على طيب إستماعكم لحلقة اليوم من برنامجكم مدائح الأنوار إستمعتم له من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
دمتم بكل وفي أمان الله.