بسم الله نور النور والحمد لله الذي خلق النور من النور والصلاة والسلام على مطالع نوره المبين سراجه المنير المصطفى الأمين وآله مصابيح الهدى الطاهرين …السلام عليكم إخوتنا المستمعين ، تحية من الله مباركة طيبة نقدمها لكم ونحن ندعوكم للإستماع الى واحدة من بدائع مدائح الأنوارهي في مدح الصديقة الصغرى مولاتنا الطاهرة زينب الكبرى سلام الله عليها.
والقصيدة المسماة بالزينبية هي من إنشاء العالم المصري المتتبع السيد أحمد خيري الحسيني، وهو من العلماء الذين إهتموا بدراسة العلوم القرآنية والحديثية وتبحر فيها مستفيداً من مكتبته الخاصة التي حوت أكثر من سبعة وعشرين ألف كتاب مطبوع ومخطوط وإستعان بها في تصنيف الكثير من الأبحاث النافعة في مختلف فنون المعرفة.
قال- رحمه الله- في مطلع قصيدته وهو يذكر المشهد الزينبي:
أريجٌ كعرف المسك أو هو أطيب
ونور كضوء الشمس بل هو أغلب
وفخر تناهى لا يسامى علوه
وذكرٌ إليه القلب يهفو ويرغب
وفرعٌ الى دوح المكارم ينتمي
وبنتٌ الى خير النبيين تنسب
وبابٌ يحط الوزر في عتباته
ويأمن فيه من يخاف ويرهب
وقبرٌ حوى طهراً وخيراً وعفةً
به بنت زهراء الفواطم زينب
يفاخر أرماساً سواه بأنه
ثوى فيه من بضع النبوة كوكب
وينتقل العالم المصري الاديب السيد أحمد خيري الى مدح البيت النبوي الطاهر الذي تنتمي إليه مولاتنا زينب الكبرى عليها السلام ليقول:
تعال بليغ القول وإبلغ بي المدى
فمدح بني طاها إليّ محبب
بحارٌ يحار المرء في وصف ما بها
وإن ظل طول الدهر يحصي ويكتب
هم الدين والدنيا هم الصفو والصفا
هم الأنس والزلفى هم الأم والأب
إذا ذكر آل البيت دار بمجلسٍ
رأيت الرضا ينثال والعفو يألب
وحبهم المنجي إذا ما منحته
فإن جنان الخلد تدنو وتقرب
فطوبى لعبدٍ قد غدا متوحشاً
بحب بني الزهراء في يوم نكرب
ثم يتوجه السيد أحمد خيري بخطابه الى الصديقة الطاهرة زينب الكبرى عليها السلام مقدماً وصفاً بليغاً لحقيقة أن بها وبأخويها الحسنين عليهم السلام أصبح رسول الله وهو الشمس الوضيئة ذا عقب وذرية ، قال- رحمه الله-:
ولدت كنجمٍ بعد بدرين أسفرا
بكم أمست الشمس الوضيئة تعقب
نشأت على التقوى بأرشاد والدٍ
تقي وأمٍ في العبادة تدأب
وبين جلال الوحي ينزل بالهدى
وفي حجر خير الخلق يحنو ويحدب
وخصك ربي بالمزايا فريدة
كما خص قدماً بالفصاحة يعرب
فأمك خير المحصنات وبعلها
له النص يقضي بالولاء ويوجب
وجدك طاها سيد الرسل كلها
إليه غداً كل الخلائق تذهب
حفظت على التأريخ ذكراً مشرفاً
تقاصر عنه أعجميٌ ومعرب
فكم لك يا بنت الرسول مواقفٌ
وآلك مقتولٌ وعان ومغرّب
رأيت خطوباً أذهلت كل مرضعٍ
وصيرت الأرحام تفرى وتشعب
فلم يضطرب منك الجنان ولم يهن
عزيمٌ ولا لبٌ يحول ويشغب
وماذاك الا من يقينك انه
إليه به منه نفر و نهرب
وينبري الأديب السيد أحمد خيري الى الإشارة الى دور العقيلة الحوراء في حفظ شبل الحسين الإمام زين العابدين- عليهما السلام- وبالتالي حفظ الذرية الحسينية من إبادة طغاة بني أمية لهم، قال رحمه الله:
وحين أرادوا الشبل لولا تعلق
به منك إذ كاد الحسام لينشب
فلولاك ما كنا وما كان واحدٌ
عليها الى الفرع الحسيني ينسب
ويوم التقى الجمعان ظهر بكربلا
وقام فريق النار للآل يطلب
زنيمٌ دعيٌ في قريش غدا له
جيوش تعادي نجل طاها وتضرب
ولما هوى الضرغام وأنتهك الحمى
وأطمح في الأروى ذئابٌ وأكلب
وسيق كسوق البهم آل محمدٍ
وهام ذوي القربى على السمر تشخب
الى شر خلق الله يروي غليله
ويجعل آل البيت سبيا يوهب
هناك إنبرت بنت النبي بمقولٍ
فصيحٌ كليثٍ يستباح فيغضب
ودونت الاسفار دراً وجوهراً
وأصغى إليها القوم إذ هي تخطب
وألجم أهل الشام بالحق واضحاً
وسجّل فخرٌ للنساء مرتب
وليس عجيباً ذلك الجأش بينما
نرى الناس تغشى من قليلٍ وتوصب
فان بني طاها رجالاً ونسوة
من الشم أرسى في الخطوب وأصلب
مثال الرضا والصبر والأنس بالقضا
فليست بمقدور تضيق وتغلب
نزيل بني طاها عزيزٌ مكرم
ويفخر مغبوطاً نزيلك زينب
رحم الله الأديب المصري العالم الأستاذ أحمد خيري الحسيني وجزاه خيرا على هذه الأبيات البليغة في مديحة العقيلة الهاشمية زينب الكبرى عليها السلام....وشكراً لكم اخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران على جميل المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (مدائح الأنوار)، دمتم في رعاية الله.