المسجد الجامع لكركان هو من الأبنية التاريخية لهذه المدينة. هذا المسجد الذي بني في عهد السلاجقة يقع على مقربة من سوق «نعلبندان» الرئيس. ونقش على منارتي هذا المسجد كتيبة بالخط الكوفي.
هذا المسجد الذي يقع في النسيج القديم للمدينة هو من المعالم الأثرية والأبنية التاريخية والدينية حيث يعود تاريخ بنائه الى القرنين الخامس والسادس أي أواسط العصر السلجوقي.
المسجد له ساحة رئيسة وأربعة أيوانات وكذلك أربعة أروقة تحظى بتزيينات مستوحاة من النمط المعماري الخاص بتلك الفترة، وهذه التزيينات تتشكل من مزيج من الطابوق والقاشاني ذي الألوان السبعة ومنارتين مبنيتين بالطابوق مزخرفتين بالخطوط الكوفية الدارجة في العصر السلجوقي.
وجاء في المصادر التاريخية أن بناء المسجد الجامع لمدينة كركان يرجع الى سنة 814 هـ.ق، الا أنه لم يتم ذكر اسم مؤسسه في المصادر. ويقال إن معظم بناء هذا المسجد يعود الى العصر الصفوي، حيث تمت إعادة إعماره في الحقب الزمنية المختلفة.
ومما تبقى من الفترات التاريخية الماضية في المسجد الجامع لمدينة كركان، يمكن الاشارة الى مصراعي باب مع اطاريهما ومنبر فضلاً عن 19 كتيبة منقوشة.
نصبت هذه الكتيبات وعلى مقاييس مختلفة على الجدران الغربية لهذا المسجد، وتتضمن المرسومات والأحكام الملكية وعدداً من كتب الوقف وتواريخ إعادة إعمار هذا المسجد.
وبقي أن نقول ان المئذنة تعتبر من الأجزاء الرئيسة في بناء المساجد وفقاً للعمارة الاسلامية، حيث لها جمالها الأخاذ.
وبالطبع يختلف شكل وعمارة المآذن مع بعضها البعض في شتى العصور والحقب التاريخية التي مرت بايران، وذلك من حيث الفن المعماري والتزيينات ناهيك عن نوع المواد الانشائية واستخداماتها.
منارة المسجد الجامع لكركان هي الجزء الوحيد المتبقى من العهد السلجوقي، والتي بنيت بالطابوق وعليها نص بالخط الكوفي. وفي القسم العلوي لهذا النص، تستقبلنا تزيينات رائعة بالطابوق تحيط بالمنارة على شكل شريط مدور.
هذا وتعلو هذه المنارة الجميلة، مئذنة أضلاعها الاربعة مغطاة بالفخاريات وينحدر شكلها الى أربع جهات. يبلغ ارتفاع منارة المسجد الجامع لكركان حتى غرفة المئذنة عشرة امتار، أما عرض القسم العلوي للمنارة فيصل الى 560 سنتيمتراً. كما أن الطريق الموصل لغرفة المئذنة يتشكل من 47 سلماً ملوياً يلف المنارة.