وكانت الري بسبب وقوعها في محور يربط بين مناطق قم وخراسان ومازندران وقزوين وجيلان وساوه، كانت تحتل مكانة سياسية وتجارية وادارية ودينية مهمة جدّاً، ما جعلها تتعرض مرارا لهجمات متتالية من قبل من كانوا يريدون السيطرة على هذه المنطقة الاستراتيجية المهمة.
وابدت طهران مقاومة شديدة اثر غزو الافغان لها، فأخيراً سقطت طهران وقام هؤلاء الغزاة بتدمير المدينة وبساتينها وحدائقها وقطع اشجار الكرم فيها، غير ان نادرشاه أعاد الى طهران مكانتها ودعا القادة وكبار علماء الدين الشيعة والسنة للإقامة في المدينه مقدماً لهم اقتراحه بشأن الوحدة الاسلامية ونبذ الخلافات فيما بينهم.
تم اختيار طهران للمرة الاولى عاصمة لايران من قبل القاجاريين. ومما يشهد على هذا الادعاء هو وجود كتيبة منسوبة للملك القاجاري فتحعلي شاه منحوتة على هضبة «جشمه علي» الصخرية الواقعة في شمال مدينة الري.
وقبل اكتشاف حضارة قيطرية والعثور على معالم اثرية في هضاب عباس آباد، كان هناك اعتقاد سائد بأن تاريخ مدينة طهران يقتصر على ما تمّ العثور عليه من المواقع الاثرية في ضواحي الرى، الا ان عمليات التنقيب عن الآثار التي أجريت في هضاب عباس آباد، ازاحت الستار عن فترة تاريخية زاهرة ومشرقة في حياة شعوب وأقوام في الماضي السحيق في منطقة «قصران» التاريخية وما شهدته من النبوغ والابداع الثقافي. كانت طهران في الماضي قرية كبيرة نسبياً تقع ما بين جبال البرز والمدينة العامرة الكبيرة المعروفة آنذاك أي مدينة الري.
وأثارت الحدائق والبساتين الكثيرة بطهران إعجاب الملك الصفوي طهماسب الاول للمرة الأولى. وعند مروره بهذه المدينة في عام 916 هـ.ش، أمر ببناء حصن كبير وحفر خندق حولها. وكان لهذا الحصن 114 برجاً تيمناً بعدد السور القرآنية المباركة، وأربع بوابات صوب محيطه الخارجي. اما كريمخان زند فهو الذي اختار مدينة طهران عاصمة لحكومته على مدى اربعة أعوام وأمر بتشييد عمارات جديدة في فناء الحصن. وأخيراً اختار آغا محمد خان القاجاري في نوروز 1164 هـ.ش طهران عاصمة لحكمه وجرت مراسم تتويجه في المدينة نفسها. وبعد اختيار طهران كعاصمة، شهدت هذه المدينة عملية توسيع ملحوظة، بحيث ازدارت وتيرة النمو السكاني فيها على مدى 220 عاماً.
والمدن التابعة لمحافظة طهران الحالية هي: «اسلام شهر» و«باك دشت» و«رباط كريم» و«دماوند» و«الري» و«شميرانات» و«شهريار» و«فيروزكوه» و«ورامين».
تبلغ مساحة طهران اليوم نحو 13000 كيلومتر مربع ويفوق عدد سكانها 13 مليون نسمة؛ وتعدّ من اكثر مدن العالم اكتظاظاً بالسكان. وتجتذب المعالم الاثرية التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة لطهران عدداً كبيراً من السياح اليها.