كهوف هنامة هي من ضمن الكهوف التي بناها الانسان في وسط الجبال، وذلك لإنشاء قرية دفاعية خاصة تحميه من هجمات الأعداء.
وحسب الابحاث الاثرية والدراسات التي أجريت على الفخّاريات التي اكتشفت بالقرب من هذه الكهوف، توصّل الباحثون الى ان تاريخ بناء هذه الكهوف يعود الى القرنين الرابع والخامس للهجرة، واستُخدمت في الازمنة اللاحقة وخاصةً عندما عمّت الفوضى وأعمال الشغب والفلتان الامني.
هذه الكهوف عبارة عن مجموعة هندسية معمارية بُنيت على ثلاثة طوابق متتالية مع وجود اختلاف في السطوح، وتقع على أحد وديان نهر "أترك"، حيث يبلغ ارتفاعها عن سطح البحر حوالي 1445 متراً.
يشكّل سقف كل طابق من الكهوف، أرضية الطابق العلوي له، وأما سقوف هذه الطوابق و أرضياتها فهي عبارة عن طبقة رملية متماسكة من الجبال نفسها، حيث تبلغ سماكتها 50 الى 100 سنتيمتر.
لايمكن الدخول الى هذه الطوابق الكهفية من أعلى الجبل إطلاقاً؛ وفي غابر العصور كان يوجد في سفح الكهوف نهر يوفّر المياه لساكنيها.
كهوف هنامة لها فوهات كبيرة على شكل القبّة، يصل عرضها الى 4 أمتار وارتفاعها الى 3 أمتار؛ وبذلك تشبه بوّابة تُفتح باتجاه القبلة.
الكهوف هذه من نوع كهوف كلسية؛ أما الفضاء الداخلي لها فهو رطب وتربتها صفراء؛ ممّا يجعل متسلّقي الكهوف والمغارات يتراؤون عند خروجهم منها باللون الاصفر الزعفراني.
يشبه المدخل الهندسي لهذا الكهف نفقاً كبيراً تبلغ أبعاده نحو 10أمتر و ارتفاعه 6 أمتار، ومن ثم ينقسم الى ثلاثة أقسام رئيسية تقع مباشرةً أمام مدخل الكهف.
طوابق كهوف هنامة
في الطابق الاول للكهف، توجد دهاليز كبيرة نسبياً مع نتوءات في أسفل الجدار، وهي عبارة عن معالف لحيوانات تحمل الحمولة كالخيول والبغال. هذه المعالف يختلف ارتفاع بعضها عن البعض الآخر، حيث يبلغ ارتفاع بعضها اكثر من متر واحد.
الطابق الثاني للكهف فيه فضاءات صغيرة متداخلة ونظراً لوجود مواقد نار عدّة فيها، وآثار الدخان على السقوف ناهيك هن وجود قطع فخّارية مبعثرة ومخزن الدقيق في سفح الجبل وبالقرب من الكهوف؛ كل ذلك يؤشّر على حياة الساكنين فيها خاصة في أيام الفتن السياسية والانفلاتات الامنية، ممّا يجعل ساكنيها يتصدّون للغزاة والمهاجمين.
أما الطابق الثالث لمجموعة لكهوف "هنامة" ففيه غرف أقلّ، ولكنها كبيرة نسبياً، وعلى ما يبدو كانت مستودعات للغلة. جميع الفضاءات الموجودة في هذا الطابق مثل معالف المواشي والمواقد مبنية من أحجار الجبل وعلى أيدي الانسان.
يُذكر أن جزءاً كبيراً من غرف هذا الطابق تهدّم جرّاء انهيار الجبل، ولم يتبق منها إلا عشرون غرفة بقيت على حالتها الأوّلية.