تعتبر جزيرة "بوموسى"، واحدة من أهم الجزر الاستراتيجية الإيرانية في الخليج الفارسي. وتقع في محافظة "هرمزغان" ويمكن الوصول إليها عن طريق البحر أو الجو عبر "بندرعباس". وبفضل شواطئها التي تشبه أحواض السمك وطبيعتها البكر، تعد "بوموسى" واحدة من أكثر الوجهات السياحية جاذبية في جنوب البلاد.
أفضل وقت لزيارة جزيرة "بوموسى" هو النصف الثاني من العام الإيراني، وتقام معظم جولات سياحية خلال هذه المواسم. ويمكنكم الاستمتاع بالمناظر الجميلة للخليج الفارسي خلال هذه الفترة في الطقس الملائم وتجربة مجموعة متنوعة من الأنشطة المائية مثل التجديف بالكاياك والغوص. كما يمكنكم أيضًا استخدام بيوت الضيافة والمنازل للإقامة.
أين "بوموسى"؟
العنوان: محافظة "هرمزغان"، مدينة "بوموسى"
تقع جزيرة "بوموسى"، التي تبلغ مساحتها نحو 12 كيلومترًا مربعًا، في أقصى جنوب إيران. وهي باعتبارها واحدة من الجزر الـ14 في "هرمزغان"، تابعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
تقع "بوموسى" على بعد حوالي 220 كيلومترًا من "بندرعباس" وحوالي 75 كيلومترًا من "بندرلنجة"، في منتصف مياه الخليج الفارسي. وتعتبر مدينة "بوموسى" مركز جزيرة "بوموسى"، وتبلغ مساحتها التي تضم العديد من الجزر حوالي 69 كيلومتر مربع.

تاريخ "بوموسى"
على مر التاريخ، ظلت جزيرة "بوموسى"، إلى جانب جزرها الأخرى مثل "طنب الصغرى" و"طنب الكبرى"، مملوكة لإيران. وتمكنت إنجلترا في عهد القاجاريين، من احتلال الجزيرة لمدة 68 عاماً تقريباً؛ ولكن في عام 1971، تم توقيع مذكرة تفاهم بين الجانبين، تم بموجبها إعادة ملكية جزيرة "بوموسى" إلى إيران.
كانت تعرف "بوموسى" سابقا حسب الوثائق التاريخية الموجودة، باسم "بومو" (BOUMOU) أو "بوم أو" ثم "بوموسو"، وهو ما يعني حرفيًا "المكان الأخضر". وتظهر الخرائط القديمة أيضًا كلمة "بوموف" أو "بوموسو"، حيث تعني كلمة "بوم" مكانًا و"سو" لها عدة معاني. ويمكن اعتبار أحد معانيها اسمًا لنوع من الخضروات، أما معناها الآخر، في الفارسية القديمة، فيُفسَّر على أنه "أخضر". وعند وضع هاتين الكلمتين معا، فإن كلمة "بوموسى" تعني "أرض خضراء". وأصبح الاسم الحالي "بوموسى" شائعًا لهذه المنطقة منذ حوالي 100 عام، ليحل محل "بوموسو".
هذه الجزيرة لديها أراض زراعية محدودة للغاية، ومعظم السكان الأصليين لها يعملون في صيد الأسماك ويكسبون عيشهم من ذلك. واشتهرت جزيرة "بوموسى" منذ القدم بقدرتها الهائلة على تصدير النفط الخام، مما خلق لها موقعاً خاصاً واستراتيجياً.

الأماكن السياحية في "بوموسى"
تتمتع جزيرة "بوموسى"، باعتبارها الجزيرة الأكثر جنوبا في إيران، بمناخ حار ورطب وطبيعة فريدة. والشواطئ في هذه الجزيرة هي نظيفة للغاية وغير ملوثة، مما يجعلها منطقة جذب سياحي جميلة.
مسجد "بوموسى" الكبير
من معالم جزيرة "بوموسى" يمكن الإشارة إلى مسجدها الكبير. ويحظى هذا المسجد بشعبية كبيرة بين السكان المحليين بسبب هندسته المعمارية الجميلة وفائدته. وتتألق قبة وأبراج هذا المسجد الجميلة مثل الفيروز في قلب جزيرة "بوموسى".
افتتح مسجد "بوموسى" الكبير، الذي تبلغ مساحته أكثر من 11 ألف متر مربع، حوالي عام 2001. وأعطيت الأولوية في تصميم هذا المسجد للهندسة المعمارية الخاصة والقديمة، مما جعله أكثر شهرة.

جزيرة "فارور الكبرى"
من الجزر المهمة في الخليج الفارسي، والتي تبرز كقبة جميلة من مياهه، هي جزيرة "فارور الكبرى". وهذه الجزيرة غير مأهولة بالسكان وهي منطقة مناسبة جدًا لمختلف أنواع الطيور.
كانت جزيرة "فارور الكبرى" التي تقع على بعد 55 كيلومترًا من جزيرة "كيش" وحوالي 20 كيلومترًا من السواحل الرئيسية للجمهورية الإسلامية الإيرانية، مأهولة بالسكان في الماضي؛ ولكن اليوم، وباستثناء بقايا المباني المهدمة، ومنارة، وبقايا زراعية، لا يوجد أي أثر للسكن الدائم.

شواطئ "بوموسى"
تعتبر شواطئ "بوموسى" بمياهها الصافية ورمالها البيضاء من أجمل الشواطئ في الخليج الفارسي. وتوفر مجموعة الشواطئ المتنوعة في هذه الجزيرة تجارب مختلفة للسياح. والشواطئ الرملية مثالية لحمامات الشمس والسباحة، في حين أن الشواطئ الصخرية رائعة للغوص واستكشاف العالم تحت الماء.
إن الهدوء والسكينة التي تسود شواطئ "بوموسى" توفر فرصة للهروب من صخب المدينة والاستمتاع بالطبيعة البكر. وتبدو المياه المحيطة بـ "بوموسى" وكأنها حوض أسماك طبيعي يظهر بوضوح الجمال تحت الماء.

مدينة الصيادين القديمة
تقدم مدينة الصيادين القديمة، بأبنيتها التقليدية ومتاجرها القديمة، صورة عن حياة السكان الأصليين للجزيرة. وتقع هذه المدينة بالقرب من الشاطئ، وهي أيضًا مكان جيد للتسوق بالنسبة للسكان المحليين. وتتجمع المتاجر التي توفر الضروريات اليومية، مثل الفواكه والخضروات، المخابز ومحلات السوبر ماركت، حول المنطقة الرئيسية. إن التجول بين المحلات التجارية والالتقاء والتحدث مع البائعين المحليين يشكل تجربة مختلفة ورائعة للسفر إلى "بوموسى".

جزيرة "سيري"
تقع هذه الجزيرة شمال شرق جزيرة "بوموسى" وتعد من أهم الجزر الإيرانية في الخليج الفارسي. وتتمتع هذه الجزيرة بطبيعة خلابة ومناخ معتدل. وتعد الجزيرة موطنًا لمجموعة متنوعة من الطيور، أنواع النباتات والحيوانات الفريدة والسلاحف البحرية. وتم تسجيل هذه الجزيرة على قائمة الأراضي الرطبة بموجب اتفاقية "رامسار" نظراً لأهميتها البيئية والتنوع البيولوجي فيها.

أفضل وقت للسفر إلى "بوموسى"
أفضل وقت للسفر إلى جزيرة "بوموسى" هو خلال الفصول الباردة من السنة، أي الخريف والشتاء. وخلال هذه المواسم، تتراوح درجات الحرارة بين 20 و25 درجة مئوية، وتكون الظروف الجوية مناسبة جدًا للأنشطة الخارجية. وفي الصيف، تصل درجات الحرارة إلى ما يزيد عن 40 درجة مئوية وتكون الرطوبة عالية جدًا، مما قد يجعل السفر صعبا على السياح.
كيفية السفر إلى "بوموسى"
في الماضي كان السفر إلى جزيرة "بوموسى" صعباً للغاية لأنه كان يتطلب تصاريح عديدة؛ لكن اليوم، وبما أن السفر إلى هذه الجزيرة أصبح مفتوحاً أمام جميع الإيرانيين، فقد أصبحت هناك طريقتان للسفر إليها.
السفر الجوي:
كان هناك لعدة سنوات، عدد محدود من الرحلات الجوية إلى جزيرة "بوموسى" ولكن بعد أن أصبح السفر إليها أسهل، يتم تسيير رحلات جوية يومية من "بندرعباس" إلى هذه الجزيرة. ويعد هذا النوع من الرحلات أحد الطرق للوصول إلى جزيرة "بوموسى". وفي الوقت الحالي، تعد شركة "طيران كيش" هي المشغلة لجميع الرحلات الجوية في هذه المنطقة. وتستغرق الرحلة بالطائرة من "بندرعباس" إلى جزيرة "بوموسى" حوالي نصف ساعة.

السفر البحري:
بعد التوسع السياحي في جزيرة "بوموسى" وتسهيل وصول السياح إلي هذه الجزيرة الجميلة في الخليج الفارسي، تم تجهيز سفينة ركاب لنقل السياح بين "بندرعباس" وجزيرة "بوموسى". وتبحر هذه السفينة إلى "بوموسى" مرتين في الأسبوع. وتستغرق الرحلة البحرية إلى "بوموسى" حوالي خمس إلى سبع ساعات.
