نص الحديث
قال الامام الصادق (عليه السلام): زينة الحديث الصدق.
دلالة الحديث
الصدق ظاهرة او سمة نفسية من سمات الشخصية السوية مقابل الكذب الذي يجسد سمة للشخصية العصابية، اي: المرضية وهذا من حيث التصور الارضي لظاهرتي الصدق والكذب.
اما التصور العبادي، فان الصدق يظل عنواناً للشخصية التقوائية، بمعني ان الصادق في لسانه يظل صادقاً مع الله تعالي في التعامل بحيث لا يكذب، لا يغش، لا يخدع، لا يخون، حيث ان هذه المفارقات اساساً تنتمي الي الكذب في السلوك، كل ما في الامر ان الكذب قد يكون في اللسان وقد ينسحب علي الممارسات الاخري. لذلك ورد في الحديث ان المؤمن لا يكذب ولكنه قد يمارس المعاصي، كما ورد ان الكذب مفتاح الشرور، اولئك جميعاً تكشف بان الصدق هو السمة الرئيسة لمن يتقي الله تعالي.
بلاغة الحديث
والآن نتجه الي الحديث المذكور، وهو: (زينة الحديث: الصدق) حيث نتناول الزاوية البلاغية منه، بصفة ان البلاغة تعمق دلالة الموضوع، وهو: الصدق، حيث وصفه الامام الصادق (عليه السلام)، بانه (زينة الحديث). فماذا نستلهم منه؟
الصورة هي: تمثيلية، اي تجسيدية تعريفية، بمعني انها توضح الظاهرة من خلال جعلها بمثابة تجسيد لوضوع آخر، وهذا ما نلحظه في صورة (زينة الحديث: الصدق). فالمعروف ان الزينة هي: الجمال والحسن والبهاء ونحوها من المظاهر الكاشفة عن جمال الشيء مقابل القبح، فاذا كان مثلاً لباس الانسان الخارجي زينة لهيئة الشخصية، او اذا كان التناسق بين اعضاء الوجه زينة له مثلاً، فان الكلام او الحديث تنسحب عليه الزينة ايضاً الا هو: الصدق، ان الكاذب مثلاً عندما يفتعل حديثاً لا واقع له، يظل من حيث انعكاساته لدي الآخرين: صورة قبيحة لصاحبها، حيث ينكشف زيفها، ويقيم التقدير الاجتماعي لها، وتصبح الشخصية مقترنة بالهوان بدلاً من التقدير وهذا هو القبح بعينه، اي: القبح المعنوي مقابل الحسن المعنوي.
اذن الامام الصادق (عليه السلام) عندما قرر بان الصدق هو زينة الحديث ألمح بذلك الي ان الصادق في كلامه تقرن شخصيته بالتقدير الالهي والتقدير الاجتماعي كليهما،، لانه ببساطة - يتعامل مع الحقائق بصورة واقعية وليست زائفة.