معظم أنواع البكتيريا لا تنمو في مستويات الملح المرتفعة
من الأسباب التي أعطت الملح قيمةً إضافيةً في العصور القديمة هو قدرته المرتبطة بالحفاظ على الطعام، فبعيدًا عن نظم التبريد، نجد أنَّ الناس الذين يعيشون في الأجواء الاستوائية يحفظون الطعام عن طريق تجفيفه تحت أشعة الشمس، وعادةً ما يُستعان بالملح إلى جانب طرق الحفظ التقليدية لامتصاص الرطوبة من الطعام وتجفيفه، لا سيّما وأنَّ هناك كثيرًا من المكونات في الملح تبطئ معدلات التحلل.
وأظهرت علوم الغذاء الحديثة أنَّ بمقدور الملح امتصاص الرطوبة التي ربما تؤدي لتلف الطعام، وفي نفس الوقت يمكنه القضاء على معظم أنواع الميكروبات والكائنات الحية الدقيقة كالبكتيريا والفطريات التي تُسبب الأمراض التي تنقل بالغذاء.
وربما لا يعرف كثيرون أنَّ سببًا من أسباب ميلنا لتناول نوعية الوجبات الخفيفة المالحة هو أنَّ خلايا أجسامنا تحتاج للملح كي تقوم بوظائفها، مع العلم أنَّ كل خليةٍ من خلايا الجسم تحتوي على ملح في صورة أيونات، وتصبح تلك الجسيمات المشحونة هي الكهرباء التي تغذي خلايانا لأداء وظائفها الأساسية التي صُممت للقيام بها، مثل تحويل المواد الغذائية إلى طاقة وغير ذلك من الوظائف الحيوية والأساسية.
هل تُفرط في تناول الملح؟
يجب معرفة أنه رغم حاجةِ الجسم للملح كي يقوم بوظائفه، لكنّه لا يحتاجه لهذا الكم الكبير، وتشير تقديرات طبية إلى أنَّ الجسم يحتاج 186 مليغرام فقط كل يوم، وهو ما يعادل كميةً أقل من عُشر معلقة طعام صغيرة.
لكن لسوء الحظ، من المستحيل الاكتفاء بهذا القدر بالغ الصغر من الملح، نظرًا لتواجده في كل شيء نأكله ونشربه، ولهذا ينصح بالابتعاد عن الأطعمة الجاهزة أو المعبأة في أكياس وكذلك محاولة تحضير وجباتك الشخصية من اللحوم، المحاصيل والحبوب الطازجة.
وعلى عكس ما يعتقده كثيرون، فإنَّ استخدام الملح البديهي لا يقتصر على الطعام، بل إنَّ هناك استخدامات أخرى ذات أولويةٍ منها إزالة الجليد من على الرصيف في فصل الشتاء وتصنيع المحلول الذي يستخدم في صنع الشموع، الصابون ومنظفات الصرف.
وربما حقّق أحد المخترعين مكاسب تقدر بـ27 مليون دولار من وراء تصنيعه بندقية ملح، وهي البندقية التي صممها لورينزو ماغيوري بهدف استخدامها في قتل الحشرات.