البث المباشر

دقة العدل واعطاء الحقوق

الثلاثاء 22 أكتوبر 2019 - 15:52 بتوقيت طهران

إذاعة طهران- من آخلاق الله: الحلقة 20

بسم الله وله الحمد والمجد رب العالمين، وأزكى صلواته على معادن رحمته وناشري هدايته محمد وآله الطاهرين. السلام عليكم ايها الاخوة والأخوات ورحمة الله، من أخلاق الله عزوجل شمولية عدله لكل أمر صغير أو كبير. وهو عدلٌ يفي بأعطاء كل ذي حق حقه؛ قوياً كان أو ضعيفاً وهذا الخلق الإلهي قد تجلى في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام بأوضح مصاديقه وأسماها، نختار منها أعزاءنا نموذجين رويت في المصادر المعتبرة لدى مختلف المذاهب الإسلامية تابعونا مشكورين.
النموذج الأول يرتبط بالحادثة المؤلمة المشهورة التي إرتكبها خالد بن الوليد من الغدر ببني المصطلق بعد أن بعثه إليهم رسول الله صلى الله عليه وآله، نختار نص روايتها من كتابي الأمالي وعلل الشرائع للشيخ الصدوق حيث رواها بسنده عن مولانا الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وآله خالد بن الوليد إلى حي يقال لهم بنو المصطلق من بني جذيمة، وكان بينهم وبين بني مخزوم إحنة (أي أحقاد) في الجاهلية (وبنو مخزوم عشيرة خالد) فلما ورد عليهم كانوا قد أطاعوا رسول الله صلى الله عليه وآله وأخذوا منه كتابا (يعني بالأمان) فلما ورد عليهم خالد أمر مناديا فنادى بالصلاة فصلى وصلوا، فلما كانت صلاة الفجر أمر مناديه فنادى فصلى وصلوا، ثم أمر الخيل فشنوا فيهم الغارة، فقتل وأصاب، فطلبوا كتابهم فوجدوه، فأتوا به النبي صلى الله عليه وآله، وحدثوه بما صنع خالد بن الوليد، فأستقبل القبلة ثم قال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد بن الوليد". قال: ثم قدم على رسول الله تبر (أي ذهب من الغنائم) ومتاع، فقال لعلي عليه السلام: "ياعلي أئت بني جذيمة من بني المصطلق فأرضهم مما صنع خالد". ثم رفع صلى الله عليه وآله قدميه فقال: "ياعلي اجعل قضاء أهل الجاهلية تحت قدميك".
أيها الاخوة والأخوات، وجاء في تتمة رواية الإمام الباقر لهذه الحادثة قوله عليه السلام: فأتاهم علي عليه السلام فلما انتهى إليهم حكم فيهم بحكم الله، فلما رجع إلى النبي صلى الله عليه وآله، قال: "يا علي أخبرني بما صنعت" فقال: "يارسول الله عمدت فأعطيت لكل دم دية ولكل جنين غرة (أي نصف الدية الكاملة) ولكل مال مالا، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لميلغة كلابهم (اي الاناء الذي تأكل فيه الكلاب) وحبلة رعاتهم، وفضلت معي فضلة فاعطيتهم لروعة نسائهم وفزع صبيانهم، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم لما يعلمون ولما لايعلمون، وفضلت معي فضلة فأعطيتهم ليرضوا عنك يارسول الله. فقال صلى الله عليه وآله: "ياعلي، أعطيتهم ليرضوا عني، رضي الله عنك يا علي، إنما أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي".
مستمعينا الأكارم أما الرواية الثانية فقد رويت أيضاً في عدة من المصادر التأريخية المعتبرة نظير كتاب الغارات لابن أعثم الكوفي بسنده عن مختار التمار عن أبي مطر البصري قال: أن أمير المؤمنين عليه السلام مر بأصحاب التمر فإذا هو بجارية تبكي فقال: "ياجارية ما يبكيك؟" فقالت: بعثني مولاي بدرهم فأبتعت من هذا تمرا فأتيتهم به فلم يرضوه (أي سيدها) فلما أتيته به أبى أن يقبله. قال: "ياعبد الله إنها خادم وليس لها أمر فاردد إليها درهمها وخذ التمر". فقام إليه الرجل فلكزه، فقال الناس: ويحك هذا أمير المؤمنين عليه السلام، فربا الرجل واصفر وأخذ التمر ورد إليها درهمها ثم قال: يا أمير المؤمنين ارض عني فقال: "ما أرضاني عنك إن أصلحت أمرك".
إخوتنا مستمعي إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران، نشكر لكم طيب المتابعة لهذه الحلقة من برنامج (من أخلاق الله)، تقبلوا منا خالص الدعوات ودمتم في رعاية الله.

 

شاركوا هذا الخبر مع أصدقائكم

جميع الحقوق محفوظة