الكثير تراه بصورة انسان لكنه عديم الضمير والوجدان...! أيمانه قشري ووعيه سطحي لن يستطيع بناء نفسه ولا يسهم في نمو مجتمعه، تتحكم فيه المصالح اينما وجد مصلحته لهث ورائها!
هذا النمط من البشر هو الذي وقف أمام سيد شباب أهل الجنة سبط الرسول الاكرم الحسين عليه السلام وحال دون اكمال مسيرته الاصلاحية الكبرى! مع أنهم هم الذين دعوه وارسلوا اليه الكتب بالقدوم اليهم فقد اخضر الجناب واينعت الثمار ونحن مبايعوك وناصروك ونحن لك جنود مجندة و...و...!!
هذا الاسلوب من الخطاب الترنيمي الشكلي للاسف لازال يحمله الكثير ممن يتظاهرون بحب الحسين والسير على نهجه والموت على ما مات عليه! لكنهم كاذبون مخادعون يتعاملون مع قضية الحسين تعاملا عاطفيا محضا!
ففي الوقت الذي يعرفون جيدا بان السبط الشهيد لم يساوم ولن يهادن على حساب المصلحة العليا ترى هؤلاء يسامون الاعداء ومستعدين للتفريط بما يعتقدونه شرط ضمان مطالبهم الذاتية والدنيوية..!
وليعلم هؤلاء بانهم ليس من الحسين بشي لاسيما ونحن اليوم نتعرض لهجمات شرسة من قبل قوى الاستكبار العالمي أمريكا وذيولها في المنطقة تستدعي من الجميع الوقوف بحزم وارادة وايمان لردع تلك المؤمرات والدفاع بصدق عن الحق ومبادئه السامية المتمثلة اليوم بالجمهورية الاسلامية في إيران وثورتها المعطاء وعدم افساح المجال لكل متصيد بالماء العكر يحاول إشاعة روح اليأس وزرع الفرقة وتفتيت المجتمع وبث الاشاعات المغرضة..!
علمنا الحسين عليه السلام أن كل مخلوق محكوم عليه بالموت، فليكن موتك قتلا في سبيل الله تعالى من خلال مواقفك الحياتية كما قال بأبي هو وأمي "لا أرى الموت الا سعادة والحياة مع الظالمين الا برما"! لا تكن خاضعا لاهوائك وأوامر اعداء الدين الذين يحاولون انتزاع حب الحسين من قلبك...!
علمنا السبط الحسين عليه السلام أن هناك قانونا دقيقا يقع ضمن منظومة كونية محكمة القاعدة رصينة البناء لا تغيب عنها شاردة ولا واردة! لذلك ينبغي للانسان ان يختار بين السير طبقا لتلك المنظومة فيحضى برعاية الله تعالى وبين ان يتمرد عليها فيطرد من رحمة الله ويسقط من عين السماء ولا يوجد هناك طريق او سبيل آخر!
وعلمنا الحسين (عليه السلام) أن الحق واحد لا يتجزء وأن اتباعه قليلون فلا تستوحشوا طريقه! وان الباطل متعدد المنافذ طلابه كثيرون فلا تتبعوه!!
سلام على الشيب المخضب بالدماء... سلام على الحق المذبوح ظلما في كربلاء... ولعن الله قاتليه وظالميه من شراذم الامة وقطعانها الابالسة والشياطين...".
طارق الخزاعي