يا كربلا جِئْنا على استِعبارِ
في الأربعينَ وذي الدُمُوعُ جَوارِ
يا كربلاءُ إذا الخُطوبُ تفاقمتْ
جِئناكِ لا نَلوي على الأَخطارِ
فلَنا الحسينُ مِثالُ كلِّ شديدةٍ
عَصَفَتْ وتبغي فُرقَةَ الأبرارِ
ولنا الحُسينُ بكلِّ عَصرٍ قُدوةٌ
قد طالما انتصرتْ على الأشرارِ
هو منهجُ الحقِّ المبينِ هدايةً
للطالبينَ مَحجّةَ الإيثارِ
فالسائرونَ إلى ثَراهُ تَشَوّقاً
في الأربعينَ لَهُم كريمُ الدارِ
وهناكَ في أرضِ الطفوفِ جوائزٌ
يحظى بها الزوّارُ باستبشارِ
طوبى لزُوّارِ الحسينِ مراتباً
مُنِحتْ لهم بسهولةٍ ويَسارِ
يا فخرَ مَن لبّى النداءَ مُدوّياً
مِن يومِ عاشوراءَ باستنصارِ
وسعى إليهِ وليس يخشى فتنةً
نشبتْ لَظاها في حمى الأخيارِ
في الأربعينَ هناكَ ثأرٌ طاهرٌ
لدِمِ الحسينِ وصحبهِ الأنصارِ
وهو الإمامُ البَرُّ جاهدَ مُخلِصاً
للهِ ضدَّ حكومةِ الأَهتارِ
ومضى الى الموتِ الكريمِ بثورةٍ
كيلا تدومَ طريقةُ الفُجّارِ
فأثابَهُ اللهُ العظيمُ مَكانةً
عظُمتَ وثُمَّ مودَّةَ الزُوّارِ
مِن كلِّ صَوبٍ يطلُبونَ ضريحَهُ
مشياً على الأَقدامِ والأقدارِ
في الأربعينَ هناكَ زحفٌ هائلٌ
يسعى إلى جنبِ الفراتِ الجاري
يمضي إلى جدَثِ الشهيدِ بكربلا
وله دَويُّ مودَّةِ الإطهارِ
وله حنينٌ لنْ يزولَ على المدى
أبداً فذاك مشيئةُ القهّارِ
في الأربعينَ نداءُ أفواجِ العَزا
نبكي الحسينَ بأدمُعٍ مِدرارِ
فلقد تخلَّدَ بالفداءِ مُبدِّداً
اُسُسَ الضلالِ ودولةَ الإجبارِ
يا سيدَ الشهداءِ يا بنَ محمدٍ
هذي الجموعُ تسيرُ باستبصارِ
سعياً إلى مَثْواكَ وهي شغوفةٌ
بمزارِكَ المحفوفِ بالأسرارِ
يَطأُونَ أَرضاً بالشهادةِ ضُمِّختْ
وبها يحفُّ مَلائكُ الغفّارِ
ويخلّدونَ رزيَّةً قد آلمَتْ
قلبَ البتولِ وعترةَ المختارِ
لَزمُوا طريقاً يستفزُّ أعادياً
مَرَدُوا على الإيذاءِ والإنكارِ
عِشْقُ الحسينِ هديةُ المولى لِمَنْ
عرفَ الصوابَ ولم يمِلْ للعارِ
مَنْ شَبَّ في نهجِ الولايةِ صابراً
وأطاعَ مَنهجَ حيدرِ الكرّارِ
وأنارَ في كلِّ الاُمورِ سبيلَهُ
بضياءِ صاحبِ عصرِنا الصبّارِ
يا قاصدِي أرضِ الحسينِ مواكباً
لكُمُ المقامُ الفذُّ في أشعارِي
فلقدْ أجدْتُمْ وَحْدةً وتكاتفاً
وسمَوتُمُ بالبذلِ والإصرارِ
يا سائرونَ إلى الحسينِ تحيةً
في كلِّ ليلٍ غاسِقٍ ونهارِ
مِنْ كلِّ مَن عشقَ الحسينَ عقيدةً
تُفضِي إلى هِمَمٍ وخيرِ مَسارِ
ولَجُودُ أبناءِ العراقِ علامةٌ
لمِسيرةٍ تمضي إلى استنفارِ
جَعَلُوا ملايينَ القُلُوبِ مَضايفاً
للراغبين إلى العليِّ الباري
والذاهبينَ إلى الحسينِ زيارةً
في كربلاءَ بعزةٍ ووِقارِ
والذائدينَ عنِ العقيدةِ مَذهباً
لن يستكينَ وثَمَّ ظلمٌ جارِ
هم يذكرونَ القدسَ في صلواتِهم
بلداً ينوءُ بنِقمَةِ الغُدّارِ
يا قُدْسُ يا أَلمَ الأُباةِ ترقُّباً
يوماً إلى التحريرِ والأَنفارِ
في الأربعينَ لكِ القلوبُ تضامناً
باْسمِ الحسينِ وثورةِ الأحرارِ
يا قدسُ إنّا مُنقِذوكِ مِن العِدى
بلواءِ عاشوراءَ والثُوّارِ
_______
بقلم الكاتب والإعلامي
حميد حلمي البغدادي