السلام عليكم إخوة الإيمان، إخترنا لكم في لقاء اليوم أبياتاً من قصيدة وجدانية مؤثرة عنوانها في ذكرى الزهراء عليها السلام، أنشأها العالم الفاضل المعاصر والناقد الأدبي الخبير الدكتور محمود البستاني يقول في جانبٍ منها:

يا غرسة الهادي تمور، تمور، بالعبق الكريم

اولست من عبق السماء ومن تفتحها العظيم

حسب الرسالة ان طُهّرك بعض مجراها السليم

وسنى الإمامة من نثارك يستطيل ويستديم

ليظل، ينسج في الحياة، ضفائر الدين القويم

ويظل يرفد، واحة الأجيال بالخير العميم

كالنبع لم يسكت عن الجريان للرمل العقيم

ليمدّه بالمعطيات وبالخصوبة، والنعيم

كالشّمس لم تسك عن المدّ الشعاعي الرحيم

تتمسّح الدنيا بها، بيداً أفاويقاً تخوم

قسماً ودين الله، عبرالمعطيات، فم بسيم

نستلّ منه الضحكة السمحاء تهزأ بالهموم

سنظلّ نفتح من مساكبه، حياة تستقيم

وعلى دروب هديرها العلوي لألاء عظيم

ويشير الدكتور محمود البستاني الى بعض معاني خطبة الزهراء عليها السلام الخالدة المعروفة بالخطبة الفدكية التي ألقتها بعد رحيل والدها المصطفى صلى الله عليه وآله في مسجده المبارك، قال:

يا غرسة الهادي ويغسل راحتي هدير خطبة

تنسلّ من رشح العصور وفي دمي، مطر، وتربة

غمست فيها ما تتيه به، هضاب الروح!! خصبه

ولهى تحدق في العصور، وتستشفّ رؤى الأحبة

وتلمّ مجد الخطبة الملأى!! شذى قدس، ورهبة

(الله) في هدراتها ألمحت، موكبه، ودربه؟!

ومحمّد يهتزّ، يسفح في ضمير القوم عتبه

والجرح لما يندمل إنّي أكاد، أحسّ ندبه

وهدرت شامخة البلاغة، والخناجر مشرئبّه

حرف البلاغة، من سماء الله، واستجمعت شهبه

لترنحيه على سماع القوم ملحمة وخطبه

سنظلّ ننسج من خطى الزهراء ألف رؤى محبه

بيضاء تنثر جيل أنثى يحضن التاريخ ركبه

جيلٌ ينورُّ من هدى الزهراء مشعله، ودربه

قرأنا لكم إخوة الإيمان في هذا اللقاء من برنامج من المدائح الفاطمية أبياتاً من قصيدة في ذكرى الزهراء، للعالم الفاضل والناقد الأدبي البارع الدكتور محمود البستاني، نجدد تحياتنا لكم من إذاعة طهران وفي أمان الله.