السلام عليكم أيها الأعزاء، في هذا اللقاء نقرأ لكم تصويراً شعرياً جميلاً لمضامين الأحاديث الشريفة الواردة بشأن زواج مولاتنا الزهراء عليها السلام، نظمه العالم الفاضل والأديب المبدع الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي، قال رضوان الله عليه:

زوّجت في السّماء طهراً ويمناً

وعلاءً بسيدِ الأوصياءِ

كان جبريلُ خاطباً لعليٍّ

بضعة الطُّهر من كريم العطاء

وجميعُ الملائكِ الغُرّ كانوا

في زواجِ الزّهرا من الشُّهداء

نثرت في الزّفاف للحور طوبى

ما عليها بغبطةٍ وهناء

درراً من كرامةٍ وجُماناً

تتهادى به ليومِ الجزاء

قال طه: قد جاءني جبرئيلٌ

فرحاً في سنابلٍ خضراء

وحباني قرنفلاً فاح طيباً

عابق النّشرِ من جنانِ البقاءِ

قال: هذا ممّا التقطناهُ بشراً

في زواجِ الزّكيةِ الزّهراء

عند تتويجها من الله فخراً

وجلالاً بسيد الأوصياء

قال طه لفاطمٍ وعليٍّ

ليلة العُرسِ بهجةً باللّقاءِ

ألّف الله بالمحبّةِ دنيا

بينَ قلبيكُما بغير جفاءِ

باركَ الله بالسّلامةِ يمناً

لكُما في سعادةٍ وهناءِ

ربِّ طهّرهُما من الرّجسِ طيباً

مثلَ تطهيرِ خــاتم الأنبياء

فهُما في الولاء منّي وإنّي

منهُما في مودّتي وولائي

وصداقُ الزّهراء درعُ حديدٍ

وهوَ مهرٌ من سيد الأوصياءِ

ومن الله مهرُها كلُّ نهرٍ

قد جرى فوق تُربة الحصباءِ

ولها الأرضُ قد مشى في حرامٍ

فوقها كلُّ ناصبٍ بالعداءِ

وهي قد أمرت بجنَّةِ عدنٍ

ولظى النّار من إله السّماء

تُدخلُ الجنّةَ المحبّ وتلقي

في لظى النّار سائرَ الأعداءِ

وبدار البتولِ سدرةُ طوبى

حبوةً منهُ عندَ يومِ الجزاءِ

ولها أفضلُ الشّفاعة منهُ

وهي في الحشر خيرةُ الشفعاءِ

رحم الله الشيخ عبدالمنعم الفرطوسي على هذا التصوير الشعري البديع لمضامين الأحاديث الشريفة الواردة بشأن زواج مولاتنا الصديقة الطاهرة فاطمة سلام الله عليها، وبهذا ينتهي لقاؤنا بكم إخوتنا مستمعي إذاعة طهران في هذا اللقاء من برنامج من المدائح الفاطمية دمتم بكل خير.