ان تكهنات وسائل الإعلام العالمية مرتبطة بتصريحات سابقة لعمران خان والذي قال فيها ان ترامب والسلطات السعودية طلبوا منه التوسط بين ايران وبين امريكا والسعودية. ان هذا الطلب يعبر اكثر من اي شيء عن دعوة ترامب القديمة لإجراء محادثات مع ايران، وكذلك رغبة السعودية باذابة جليد في العلاقات مع ايران، وتشير هذه الطلبات إلى أن الكرة باتت في ملعب ايران على الصعيد الاقليمي والدولي.
وفي لقائه مع عمران خان اعرب قائد الثورة عن اسفه من الدور المدمر لبعض الدول في دعم الجماعات الإرهابية في العراق وسوريا، وإراقة الدماء في اليمن. هذا يعني أن الجمهورية الإسلامية لم تنس جرائم بعض الحلفاء الإقليميين لأمريكا في سوريا والعراق فحسب بل انها لا تغض الطرف عن جرائم هذه الدول في اليمن.
وتتضح هذه التصريحات من جهة ان إيران لا تعير اهمية لارسال رسائل من جانبالدول المعنية ومن ناحية أخرى ان حل العداء بين إيران والولايات المتحدة يتطلب تهيئة ظروف لا يمكن لمثل هذه الوساطات تحقيقها بسهولة. فان ما تطلبه إيران من الولايات المتحدة واضح وتم الإعلان عنه رسميا عدة مرات.
رغم ان ايران خرجت مرفوعة الراس من معركتها ضد الجماعات الإرهابية وداعش إلى جانب سوريا والعراق شعبا وحكومة لكن لديها خطة شاملة للتهدئة والسلام في اليمن. ومن الواضح أن رفض السعودية والامارات قبول الحل السلمي للحرب يجلب لهما الفشل والإخفاقات المتكررة.
إن زيارة عمران خان إلى طهران لن تؤتي ثمارا اذا اصرت الولايات المتحدة على وجهات نظرها السابقة، واصرت السعودية والإمارات على مواقفهما القديمة. هذا بينما الوقت اصبح ضيقا للغاية امام أمريكا والسعودية فلم يبق لترامب الكثير من الوقت حتى الانتخابات واصبح تنفيذ المرحلة الرابعة من تخفيض التزامات إيران النووية قريب جداً وفي نفس الوقت تجد السعودية نفسها قريبة جدًا من تكرار هجمات مثل أرامكو وغيرها.
خلاصة القول ان الجمهورية الإسلامية تعتبر عداء السعودية لها "استمرارا للعداء الأمريكي ضد إيران" في المنطقة، والانتباه الى هذه النقطة يمكن ان يردع الساسة السعوديون من السير في طريق الرضوخ للسلطة الأميركية وسياسات ترامب.