بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأحبة ورحمة الله وبركاته أهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج نقضي فيه دقائق مباركة مع طائفة من النصوص الشريفة التي تهدينا الى السبل العملية للتحلي بأحد أركان أخلاق أحباء الله، إنه خلق محاسبة النفس، تابعونا على بركة الله.
أعزاءنا نستنير أولاً بأنوار الحديث النبوي التالي الذي رواه الشيخ الصدوق رضوان الله عليه في كتاب معاني الأخبار مسنداً عن حبيبنا وسيدنا الهادي المختار صلوات ربي عليه وآله الأطهار أنه قال: "لذكر الله بالغدو والآصال خير من حطم السيوف في سبيل الله عزوجل، من ذكر الله بالغدو والآصال وتذكر ما كان منه في ليله من سوء عمله واستغفر الله وتاب اليه إنتشر. أي تحرك من جديد وكأنه بعث. وقد حطت سيئاته وغفرت ذنوبه. ومن ذكر الله بالآصال يعني العشيات وراجع فيما كان منه يومه ذلك من سرفه على نفسه وإضاعته لأمر ربه فذكر الله واستغفر الله تعالى وأناب راح الى اهله وقد غفرت ذنوبه".
مستمعينا الأفاضل وكما تلاحظون في هذه الوصية المباركة فإن مولانا النبي الأكرم صلى الله عليه وآله يبين لنا أن مفتاح التحلي بخلق محاسبة النفس هو الحرص على ذكر الله في كل حين أولاً. وثانياً العمل بالوصية القرآنية برجوع الانسان الى نفسه وفطرته والتفكر فيما عمله وتقويمه. وثالثاً المبادرة الى الإستغفار والتوبة لكي يتطهر من السيئات ويفوز بمغفرة الله ورضوانه.
يؤكد مولانا أمير المؤمنين عليه السلام على أن يحرص المؤمن على التفرغ بالكامل في الساعة التي يخصصها لمحاسبة النفس لكي يحصل على ثمارها المرجوة فقد جاء في كتاب غرر الحكم عنه عليه السلام أنه قال: "ماأحق للناس أن تكون له ساعة لايشغله عنها شاغل يحاسب فيها نفسه فينظر فيما إكتسب لها وعليها في ليلها ونهارها".
أيها الكرام وأوصى مولانا الامام محمد الباقر صلوات الله عليه في حديث رواه عنه ثقة الاسلام الكليني في كتاب الكافي أحد أصحابه أن لايشغله شيء عند ذلك قائلاً: يا أبا النعمان لايغرنك الناس من نفسك فإن الأمر يصلك دونهم أي أن عواقب الغفلة عن محاسبة النفس تصيبه هو لاشاغليه ولاتقطع نهارك بكذا وكذا فإن معكم من يحفظ عليك عملك فأحسن فإني لم أر أحسن دركاً ولاأسرع طلباً من حسنة محدثة أي الإستغفار لذنب قديم".
والى لقاء آخر من برنامجكم معالي الأخلاق لكم احباءنا جزيل الشكر وفي أمان الله.