بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم مستمعينا الاكارم ورحمة الله وبركاته، اطيب التحيات نحييكم بها ونحن نلتقيكم على بركة الله في حلقة اليوم من هذا البرنامج.
أيها الاحبة، كثيرة هي النصوص الشريفة التي تهدينا الى عظيم بركات التحلي بخلق (الحياء) لأنه سيد الأخلاق الفاضلة التي يحبها الله لعباده وقد نقلنا في حلقات سابقة عدة نماذج من تلكم النصوص المباركة لأهمية هذا الخلق فهو منشأ أهم الأخلاق الفاضلة كما يشير الى ذلك الحديث الشريف المروي في كتاب (علل الشرائع) للشيخ الصدوق حيث جاء فيه:
"ويتشعب من الحياء: اللين والرأفة والرحمة والمداومة –يعني على الأعمال الصالحة- والبشاشة، والمطاوعة وذل النفس –أي خضوعها لإرادة الرب- والتقى والورع وحسن الخلق".
أعزاءنا المستمعين، وتحذرنا النصوص الشريفة من أن عدم التخلق بخلق الحياء من الله ومن الخلق يهدد الانسان بالحرمان من الجنة فقد روي في الكافي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"ان الله حرم الجنة على كل فحاش بذيء، قليل الحياء، لا يبالي ما قال وما قيل فيه".
وفي المقابل فان الحياء يستر عيوب الانسان ويحرسه من الفضيحة أما الناس، فقد جاء في نهج البلاغة عن الوصي المرتضى (عليه السلام) أنه قال:
"من كساء الحياء ثوبه لم يرّ الناس عيبة"
وفي ذلك حفظ لكرامة الانسان واعانة له على التطهر من العيوب بعيداً عن التساهل معها بدعوى اطلاع الناس عليها.
ايها الأطائب ومن عظيم بركات التخلق بخلق الحياء هو كونه وسيلة للتخلق بأخلاق الله والفوز بحب الله لعبده المتخلق بهذا الخلق الكريم، وهذا ما يصرح به مولانا الامام محمد الباقر –عليه السلام- في الحديث المروي عنه في كتاب (من لا يحضره الفقيه).
وهو يبين قول الله عزوجل في الآية ٤۹ من سورة الأحزاب:
"إثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً"، فقال –عليه السلام-
"متعوهن: أي جملوهن –يعني أحسنوا اليهن- بما قدرتم عليه من معروف فانهن يرجعن بكآبة ووحشة وهم عظيم من أعدائهن، فان الله عزوجل يستحي ويحب أهل الحياء، إن اكرمكم أشدكم إكراماً لحلائلهم".
ونختم هذا اللقاء بما روي في كتاب روضة الواعظين عن إمامنا الصادق –عليه السلام- وهو يبين شدة حرمان من لم يتخلق بخلق الحياء بقوله –عليه السلام-:
"ثلاث من لم يكنّ فيه فلا يرجى خيره أبداً: من لم يخش الله في الغيب ولم يرع عند الشيب ولم يستح من العيب".
تقبلوا منا أيها الأطائب أطيب الشكر على طيب الإصغاء لحلقة اليوم من برنامجكم معالي الاخلاق ودمتم بألف خير.