بسم الله الرحمن الرحيم
سلامٌ من الله عليكم أيها الاكارم ورحمة الله وبركاته
(الحياء من الله عزوجل) هو من أكرم الاخلاق الفاضلة، ولذلك كثرت الوصايا النبوية بالتحلي بها، نستضيء ببعضها في لقاء اليوم من برنامج (معالي الأخلاق)، ونبدأ بالحديث الشريف التالي الذي رواه الشيخ المفيد في كتاب (الإختصاص) عن حبيبنا رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"رحم الله عبداً استحيا من ربه حق الحياء، فحفظ الرأس وما حوى والبطن وما وعى وذكر القبر والبلى وذكر أن له في الآخرة معاداً".
مستمعينا الافاضل، نستفيد من الحديث النبوي المتقدم أن من يسعى للتخلق بخلق الحياء من الله عزوجل يفوز بدعاء رسول الله المستجاب له بان تحوطه الرحمة. هذا أولاً وثانياً فان المظهر العملي للتحلي بهذا الخلق هو حفظ المؤمن جوارحه من أن يعصي الله بها وهو يؤمن بان الله عزوجل مطلع على أحواله.
روي في كتاب (روضة الواعظين)، أن رجلاً جاء لنبي الرحمه وقال: أوصني، فقال –صلى الله عليه وآله-:
"استحي من الله كما تستحي من الرجل الصالح من قومك".
فالشعور باطلاع الله عزوجل وقربه منه – وهو أقرب من حبل الوريد لكل عبد من عباده- يعين الانسان على التخلق بهذا الخلق النبيل روي في كتاب (الدرة الباهرة) للشهيد الأول –رضوان الله عليه- عن مولانا الامام زين العابدين أنه –عليه السلام- قال في بعض وصاياه:
"خف الله تعالى لقدرته واستحي منه جل جلاله لقربه منك".
ايها الاخوة والاخوات، ومن بركات التحلي بخلق الحياء من الله ان وسيلة تبديل الحسنات سيئات لأنه ينقل الانسان من هاوية المعاصي الى رحاب الطاعات وأعمال الخير. روي في كتاب الكافي عن الصادق الامين –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"اربعٌ من كن فيه وكان من قرنه الى قدمه ذنوباً بدلها الله حسنات، الصدق والحياء وحسن الخلق والشكر".
أعزائنا المستمعين، وفي المقابل فان الاعراض عن التحلي بخلق الحياء من الله عزوجل يوقع الانسان في مستنقع الرذائل والمعاصي، فقد روي عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- في كتاب أمالي الصدوق أنه قال:
"لم يبق من أمثال الانبياء الا قول الناس: اذا لم تستحي فاصنع ما شئت".
وروي في معاني الاخبار اشارة نبوية الى سوء عاقبة الاعراض عن التحلي بخلق الحياء فهو عله مقت الله لمن لم يتصف بالحياء منه عزوجل، فقد روي فيه عن رسول الله –صلى الله عليه وآله- أنه قال:
"أول ما ينزع الله من العبد الحياء فيصير ماقتاً [له] ثم ينزع منه الامانة ثم ينزع منه الرحمة ثم يخلع دين الاسلام عن عنقه فيصير شيطاناً لعيناً". اعاذنا الله واياكم ببركة التمسك بولاية محمد وآله الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين.
وبهذا ننهي أيها الاحبة لقاء اليوم من برنامج معالي الاخلاق شكراً لكم وفي أمان الله.